فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ} (11)

ثم بيّن سبحانه هذه التجارة التي دلّ عليها فقال : { تُؤْمِنُونَ بالله وَرَسُولِهِ وتجاهدون فِي سَبِيلِ الله بأموالكم وَأَنفُسِكُمْ } وهو خبر في معنى الأمر للإيذان بوجوب الامتثال فكأنه قد وقع فأخبر بوقوعه ، وقدّم ذكر الأموال على الأنفس لأنها هي التي يبدأ بها في الإنفاق والتجهز إلى الجهاد . قرأ الجمهور : { تؤمنون } وقرأ ابن مسعود : ( آمنوا وجاهدوا ) على الأمر . قال الأخفش : { تؤمنون } عطف بيان ل { تجارة } ، والأولى أن تكون الجملة مستأنفة مبينة لما قبلها ، والإشارة بقوله : { ذلكم } إلى ما ذكر من الإيمان والجهاد ، وهو مبتدأ وخبره : { خَيْرٌ لَّكُمْ } أي هذا الفعل خير لكم من أموالكم وأنفسكم { إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } أي إن كنتم ممن يعلم فإنكم تعلمون أنه خير لكم ، لا إذا كنتم من أهل الجهل فإنكم لا تعلمون ذلك .

/خ14