فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡمَلِكِ ٱلۡقُدُّوسِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَكِيمِ} (1)

مقدمة السورة:

سورة الجمعة

هي إحدى عشرة آية وهي مدنية ، قال القرطبي : في قول الجميع . وأخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال : نزلت سورة الجمعة بالمدينة . وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن الزبير مثله وأخرج مسلم وأهل السنن عن أبي هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة سورة الجمعة و{ إذا جاءك المنافقون } . وأخرج مسلم وأهل السنن عن ابن عباس نحوه . وأخرج ابن حبان والبيهقي في سننه عن جابر بن سمرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة { قل يا أيها الكافرون } و{ قل هو الله أحد } وكان يقرأ في صلاة العشاء الآخرة ليلة الجمعة سورة الجمعة والمنافقون .

قوله : { يُسَبّحُ لِلَّهِ مَا فِي السموات وَمَا فِي الأرض } قد تقدم تفسير هذا في أوّل سورة الحديد ، وما بعدها من المسبحات { الملك القدوس العزيز الحكيم } قرأ الجمهور بالجرّ في هذه الصفات الأربع على أنها نعت ل { لله } ، وقيل : على البدل ، والأوّل أولى . وقرأ أبو وائل بن محارب وأبو العالية ونصر بن عاصم ورؤبة بالرفع على إضمار مبتدأ ، وقرأ الجمهور : { القُدُّوس } بضم القاف ، وقرأ زيد بن علي بفتحها ، وقد تقدم تفسيره .

/خ8