فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَأُخۡرَىٰ تُحِبُّونَهَاۖ نَصۡرٞ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَتۡحٞ قَرِيبٞۗ وَبَشِّرِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (13)

{ وأخرى تُحِبُّونَهَا } . قال الأخفش والفرّاء : { أخرى } معطوفة على { تجارة } فهي في محل خفض : أي وهل أدلكم على خصلة أخرى تحبونها في العاجل مع ثواب الآخرة ، وقيل : هي في محل رفع : أي ولكم خصلة أخرى ، وقيل : في محل نصب : أي ويعطيكم خصلة أخرى . ثم بيّن سبحانه هذه الأخرى فقال : { نَصْرٌ مّن الله وَفَتْحٌ قَرِيبٌ } أي هي نصر من الله لكم ، وفتح قريب يفتحه عليكم ، وقيل : { نصر } بدل من { أخرى } على تقدير كونها في محلّ رفع ، وقيل : التقدير ولكم نصر وفتح قريب . قال الكلبي : يعني النصر على قريش وفتح مكة . وقال عطاء : يريد فتح فارس والروم { وَبَشّرِ المؤمنين } معطوف على محذوف : أي قل يا أيها الذين آمنوا وبشر ، أو على { تؤمنون } لأنه في معنى الأمر ، والمعنى : وبشّر يا محمد المؤمنين بالنصر والفتح ، أو بشّرهم بالنصر في الدنيا والفتح ، وبالجنة في الآخرة ، أو وبشّرهم بالجنة في الآخرة .

/خ14