فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{أَوَعَجِبۡتُمۡ أَن جَآءَكُمۡ ذِكۡرٞ مِّن رَّبِّكُمۡ عَلَىٰ رَجُلٖ مِّنكُمۡ لِيُنذِرَكُمۡ وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ} (63)

قوله : { أو عجبتم } فتحت الواو لكونها العاطفة ، ودخلت عليها همزة الاستفهام للإنكار عليهم . والمعطوف عليه مقدّر ، كأنه قيل : استبعدتم وعجبتم ، أو أكذبتم وعجبتم ، أو أنكرتم وعجبتم { أن جاءكم ذكر من ربكم } أي وحي وموعظة { على رجل منكم } أي على لسان رجل منكم تعرفونه . ولم يكن ذلك على لسان من لا تعرفونه ، أو لا تعرفون لغته . وقيل على بمعنى مع : أي مع رجل منكم لأجل ينذركم به . { ولتتقوا } ما يخالفه { ولعلكم ترحمون } بسبب ما يفيده الإنذار لكم ، والتقوى منكم من التعرّض لرحمة الله سبحانه لكم ورضوانه عنكم .

/خ64