فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَجَعَلۡنَا سِرَاجٗا وَهَّاجٗا} (13)

{ وَجَعَلْنَا سِرَاجاً وَهَّاجاً } المراد به : الشمس ، وجعل هنا بمعنى : خلق ، وهكذا قوله : { وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتاً } وما بعده ، لأن هذه الأفعال قد تعدّت إلى مفعولين ، فلا بدّ من تضمينها معنى فعل يتعدّى إليهما كالخلق أو التصيير ونحو ذلك . وقيل : إن الجعل بمعنى الإنشاء والإبداع في جميع هذه المواضع ، والمراد به الإنشاء التكويني الذي بمعنى التقدير والتسوية . قال الزجاج : الوهاج الوقاد وهو الذي وهج ، يقال وهجت النار تهيج وهجاً ووهجاناً . قال مقاتل : جعل فيه نوراً وحرّاً ، والوهج يجمع النور والحرارة .

/خ30