فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَّـٰبِثِينَ فِيهَآ أَحۡقَابٗا} (23)

قرأ الجمهور { لاَبثين } بالألف . وقرأ حمزة والكسائي ( لَبِثِينَ ) بدون ألف ، وانتصاب { أَحْقَاباً } على الظرفية : أي ماكثين في النار ما دامت الأحقاب ، وهي لا تنقطع ، وكلما مضى حقب جاء حقب ، وهي جمع حقب بضمتين ، وهو الدهر ، والأحقاب الدهور ، والحقب بضم الحاء وسكون القاف ، قيل : هو ثمانون سنة ، وحكى الواحدي عن المفسرين أنه بضع وثمانون سنة ، السنة ثلثمائة وستون يوماً ، اليوم ألف سنة من أيام الدنيا . وقيل : الأحقاب وقت لشربهم الحميم والغساق ، فإذا انقضت فيكون لهم نوع آخر من العذاب . وقال السديّ : الحقب سبعون سنة . وقال بشير بن كعب : ثلثمائة سنة . وقال ابن عمر أربعون سنة ، وقيل : ثلاثون ألف سنة . قال الحسن : الأحقاب لا يدري أحد كم هي ، ولكن ذكروا أنها مائة حقب ، والحقب الواحد منها سبعون ألف سنة ، اليوم منها كألف سنة . وقيل : الآية محمولة على العصاة الذين يخرجون من النار ، والأولى ما ذكرناه أوّلاً من أن المقصود بالآية التأبيد لا التقييد . وحكى الواحدي : عن الحسن أنه قال : والله ما هي إلاّ أنه إذا مضى حقب دخل آخر ، ثم آخر ، ثم كذلك إلى الأبد .

/خ30