الزحف : الدنوّ قليلاً قليلاً ، وأصله الاندفاع على الإلية . ثم سمي كل ماش في الحرب إلى آخر زاحفاً . والتزاحف : التداني والتقارب . تقول زحف إلى العدوّ زحفاً ، وازدحف القوم ، أي مشى بعضهم إلى بعض ، وانتصاب زحفاً إما على أنه مصدر لفعل محذوف ، أي تزحفون زحفاً ، أو على أنه حال من المؤمنين ، أي حال كونكم زاحفين إلى الكفار ، أو حال من الذين كفروا ، أي حال كون الكفار زاحفين إليكم ، أو حال من الفريقين ، أي متزاحفين . { فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأدبار } نهى الله المؤمنين أن ينهزموا عن الكفار إذا لقوهم ، وقد دبّ بعضهم إلى بعض للقتال ، فظاهر هذه الآية العموم لكل المؤمنين في كل زمن ، وعلى كل حال ، إلا حالة التحرّف والتحيز . وقد روي عن عمر ، وابن عمر ، وابن عباس ، وأبي هريرة ، وأبي سعيد ، وأبي نضرة ، وعكرمة ، ونافع ، والحسن ، وقتادة ، وزيد بن أبي حبيب ، والضحاك : أن تحريم الفرار من الزحف في هذه الآية مختص بيوم بدر . وأن أهل بدر لم يكن لهم أن ينحازوا ، ولو انحازوا لانحازوا إلى المشركين ، إذ لم يكن في الأرض يومئذ مسلمون غيرهم ، ولا لهم فئة إلا النبي صلى الله عليه وسلم . فأما بعد ذلك فإن بعضهم فئة لبعض . وبه قال أبو حنيفة ، قالوا : ويؤيده قوله : { وَمَن يُوَلّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.