ثم نهاهم عن أن تكون حالتهم كحالة هؤلاء الذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس ، وهم قريش ؛ فإنهم خرجوا يوم بدر ليحفظوا العير التي مع أبي سفيان ، ومعهم القيان والمعازف ، فلما بلغوا الجحفة بلغهم أن العير قد نجت وسلمت ، فلم يرجعوا بل قالوا لا بدّ لهم من الوصول إلى بدر ليشربوا الخمر ، وتغني لهم القيان ، وتسمع العرب بمخرجهم ، فكان ذلك منهم بطراً وأشراً وطلباً للثناء من الناس ، وللتمدح إليهم ، والفخر عندهم ، وهو الرياء ؛ وقيل والبطر في اللغة : التقوّي بنعم الله على معاصيه ، وهو مصدر في موضع الحال ، أي خرجوا بطرين مرائين . وقيل هو مفعول له وكذا رياء ، أي خرجوا للبطر والرياء .
وقوله : { وَيَصُدُّونَ } معطوف على بطراً ، والمعنى كما تقدّم ، أي خرجوا بطرين مرائين صادّين عن سبيل الله ، أو للصدّ عن سبيل الله .
والصدّ : إضلال الناس والحيلولة بينهم وبين طرق الهداية . ويجوز أن يكون ويصدّون معطوفاً على يخرجون ، والمعنى : يجمعون بين الخروج على تلك الصفة والصدّ { والله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ } لا تخفى عليه من أعمالهم خافية ، فهو : مجازيهم عليها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.