ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشدّة والغلظة عليهم ، فقال : { فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الحرب فَشَرّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ }أي : فإما تصادفنهم في ثقاف ، وتلقاهم في حالة تقدر عليهم فيها ، وتتمكن من غلبهم { فَشَرّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ } أي : ففرّق بقتلهم والتنكيل بهم من خلفهم من المحاربين لك من أهل الشرك حتى يهابوا جانبك ، ويكفوا عن حربك مخافة أن ينزل بهم ما نزل بهؤلاء . والثقاف في أصل اللغة : ما يشد به القناة أو نحوها ، ومنه قول النابغة :
تدعو قعيباً وقد غض الحديد بها *** غصّ الثقاف على ضمّ الأنابيب
يقال ثقفته : وجدته ، وفلان ثقف : سريع الوجود لما يحاوله ، والتشريد : التفريق مع الاضطراب . وقال أبو عبيدة { شرد بِهِمُ } سمع بهم . وقال الزجاج : افعل بهم فعلاً من القتل تفرّق به من خلفهم ، يقال شردت بني فلان : قلعتهم عن مواضعهم وطردتهم عنها حتى فارقوها . قال الشاعر :
أطوّف في الأباطح كل يوم *** مخافة أن يشردني حكيم
ومنه شرد البعير : إذا فارق صاحبه ، وروي عن ابن مسعود أنه قرأ : «فشرد بِهِم » بالذال المعجمة . قال قطرب : التشريذ بالذال المعجمة هو التنكيل ، وبالمهملة هو التفريق . وقال المهدوي : الذال المعجمة لا وجه لها إلا أن تكون بدلاً من الدال المهملة لتقاربهما ، قال : ولا يعرف فشرّذ في اللغة ، وقرئ «مّنْ خَلْفِهِمْ » بكسر الميم والفاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.