السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لِكُلِّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ يَوۡمَئِذٖ شَأۡنٞ يُغۡنِيهِ} (37)

ولما ذكر الفرار أتبعه سببه فقال تعالى : { لكل امرئ } وإن كان أعظم الناس مروءة { منهم يومئذ } أي : إذ تكون هذه الدواهي العظام والشدائد والآلام . { شأن } أي : أمر عظيم . وقوله تعالى : { يغنيه } حال ، أي : يشغله عن شأن غيره . وعن سودة رضي الله تعالى عنها زوج النبيّ صلى الله عليه وسلم قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يبعث الناس حفاة عراة غرلاً أي : بالقلفة قد ألجمهم العرق وبلغ شحوم الآذان » فقلت : يا رسول الله واسوأتاه ينظر بعضنا إلى بعض ؟ فقال صلى الله عليه وسلم «قد شغل الناس { لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه } » . وقال قتيبة : يغنيه أي : يصرفه عن قرابته ، ومنه يقال : أغن عني وجهك أي : اصرفه . وقال أهل المعاني : يغنيه أي : ذلك الهمّ الذي حصل له قد ملأ صدره ، فلم يبق فيه متسع لهم آخر ، فصار شبيهاً بالغنى في أنه ملك شيئاً كثيراً .