الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لِكُلِّ ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ يَوۡمَئِذٖ شَأۡنٞ يُغۡنِيهِ} (37)

- ثم قال تعالى : ( لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه ) {[73834]}

( يعني : لكل واحد من هؤلاء المذكورين ذلك اليوم شأن يغنيه ) {[73835]} عن شأن غيره {[73836]} .

قال قتادة : " أفضى إلى كل إنسان ما يشغله عن الناس " {[73837]} وسألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف يحشر الرجال ؟ فقال {[73838]} : حفاة عراة . ثم سألته : كيف يحشر [ النساء ] {[73839]} ؟ فقال : كذلك حفاة عراة ، فقالت : واسوأتاه من يوم القيامة ! !

فقال : عن أي شيء تسأليني {[73840]} ؟ إنه قد نزلت علي آية لا يضرك {[73841]} كانت عليك ثياب ( أم لا ، قالت ) {[73842]} : أي آية [ هي يا نبي الله ] ؟ {[73843]}

قال : ( لكل امرئ يومئذ شأن يغنيه ) . قال : قد شغله {[73844]} عن صاحبه {[73845]} .

يقال : غنيت بالمكان . أي : أقمت به فيكون معنى ( يعنيه ) أي : يقيم عليه .


[73834]:ث: لهم، وهذا القول حكاه الطبري في جامع البيان 30/61.
[73835]:ساقط من أ.
[73836]:انظر: جامع البيان 30/61.
[73837]:المصدر السابق.
[73838]:ث: فقول.
[73839]:م: الناس.
[73840]:ث: تسألينني.
[73841]:ث: ينظرك.
[73842]:مخروم في أ.
[73843]:ساقط من م.
[73844]:أ: اشغله.
[73845]:أخرجه الطبري في جامع البيان 30/61-62 باختلاف يسير في اللفظ، وكذلك أخرجه ابن أبي حاتم، انظر: تفسير ابن كثير 4/505-506. ولمعناه شواهد في الصحيح منها ما أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب فناء الدنيا وبيان الحشر يوم القيامة عن عائشة قالت: سَمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يُحشَرُ الناسُ يومَ القيامة حُفاةً عُراةً غرلاً"، قلت: يا رسول الله: النّساءُ والرّجالُ جميعاً ينظُر بعضهم إلى بعض؟! قالَ صلى الله عليه وسلم: "الأمرُ أشدّ من أن ينظُر بعضُهُم إلى بعضٍ". وانظر: جامع الأصول 10/425، وما ذكره مكي في آخر هذا الحديث: "قال: قد شغله عن صاحبه" ليس في أصل الحديث كما أخرجه الطبري ولعل شيئاً قبله قد سقط يدل على ذلك أن الطبري قد أخرج مباشرة بعد هذا الحديث قولاً عن ابن زيد قال: (لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه) قال "شأن قد شغله عن صاحبه" انظر: جامع البيان 30/62.