تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَمَنۡ أَحۡسَنُ قَوۡلٗا مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ} (33)

30

المفردات :

ومن أحسن قولا : لا يوجد أحسن قولا ممن دعا إلى توحيد الله .

التفسير :

33-{ ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين } .

لا أحد أحسن قولا وأعظم منزلة ممن دعا غيره إلى طاعة الله تعالى ، وإلى المحافظة على أداء ما كلّفه به ، وهو في نفس الوقت يعلن عن إسلامه ، ويوافق ظاهره باطنه ، فلا يقول ذلك تباهيا ولا رياء ، بل يقوله تعريفا بنفسه وبفضل الله عليه حين هداه إلى الإسلام .

وقيل : إن الآية نزلت في المؤذّنين ، والصحيح أن الآية عامة في المؤذنين وفي غيرهم ، كما ورد في تفسير ابن كثير .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَمَنۡ أَحۡسَنُ قَوۡلٗا مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ} (33)

قوله تعالى : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ( 33 ) وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ( 34 ) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ( 35 ) وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } .

تتضمن هذه الآية تنديدا بالمشركين الذين تواصوا باللغو في القرآن ، وتوبيخا لهم فيقول الله لهم مُوبخا معنِّفا : أي الكلام أحسن من القرآن ؛ وهو الكلام الرباني الفذ الذي يهدي الناس إلى سواء السبيل ويستنقذهم من الضلال والعثار والباطل إلى نور الهداية والاستقامة والحق ؛ إذ قال سبحانه : { وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا } والمراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد دعا الناس إلى دين الحق وعقيدة التوحيد والتبرؤ من الوثنية والأباطيل ، وكان الحسن إذا تلا هذه الآية يقول : هذا رسول الله ، هذا حبيب الله ، هذا ولي الله ، هذا صفوة الله ، هذا خيرة الله ، هذا والله أحب أهل الأرض إلى الله ، وقيل : نزلت في المؤذنين . والصحيح أنها عامة في كل من دعا إلى الله فدعا الناس إلى عبادة ربهم وحده ومجانبة الأنداد والشركاء دونه ، والإذعان له بالطاعة والخضوع .

قوله : { وَعَمِلَ صَالِحًا } أي أدى الفرائض وفعل الواجبات والمندوبات واجتنب المحرمات والمحظورات { وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } أعلن مجاهرا بأنني من المستسلمين لأمر الله ، المذعنين له بتمام الخضوع والطاعة ، المقرين له بالوحدانية فلا نعبد إلا إياه ولا نذعن لشيء من الملل أو المناهج أو الأناسي سواه ، فهو الإله الذي تخرُّ له الجباهُ والنواصي ، وتلين له القلوب والمشاعر وتَضْرع إليه البصائر خاشعة متذللة .