{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ } أي إلى توحيده وطاعته قال الحسن هو المؤمن أجاب الله في دعوته ، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من طاعته { وَعَمِلَ صَالِحًا } في إجابته { وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } لربي ، وليس الغرض منه القول فقط بل يضم إليه اعتقاد القلب فيعتقد بقلبه دين الإسلام مع التلفظ ، أي قال ذلك ابتهاجا بالإسلام وفرحا به واتخاذا له دينا ومذهبا وتفاخرا به ، قال ابن سيرين والسدي وابن زيد : هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وروى هذا أيضا عن الحسن .
وقال عكرمة وقيس بن أبي حازم ومجاهد : نزلت في المؤذنين قالت عائشة الداعي إلى الله المؤذن والعمل الصالح ركعتان فيما بين الأذان والإقامة وعنها قالت : ما أرى هذه الآية نزلت إلا في المؤذنين ، ويجاب عن هذا بأن الآية مكية والأذان إنما شرع بالمدينة والأول حمل الآية على العموم كما يقتضيه اللفظ ، ويدخل فيها من كان سببا لنزولها دخولا أوليا ، فكل من جمع بين دعاء العباد إلى ما شرعه الله وعمل عملا صالحا ، وهو تأدية ما فرضه الله عليه مع اجتناب ما حرمه عليه .
وكان من المسلمين دينا لا من غيرهم ، فلا شيء أحسن منه ولا أوضح من طريقته ، ولا أكثر ثوابا من عمله ، قيل : وللدعوة إلى الله مراتب الأولى دعوة الأنبياء إلى الله بالمعجزات ، وبالحجج والبراهين ، وبالسيف ، وهذه المرتبة لم تتفق لغير الأنبياء . المرتبة الثانية : دعوة العلماء إلى الله بالحجج والبراهين فقط ، والعلماء أقسام علماء بالله وعلماء بصفات الله وعلماء بأحكام الله . المرتبة الثالثة دعوة المجاهدين إلى الله بالسيف والسنان ، فهم يجاهدون الكفار حتى يدخلوا في دين الله وطاعته . المرتبة الرابعة دعوة المؤذنين إلى الصلاة فهم أيضا دعاة إلى الله وإلى طاعته .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.