قوله تعالى ذكره { ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله } – إلى قوله – { وهم لا يسئمون } [ 32-37 ] معناه : لا أحد أحسن قولا ممن هذه صفته ، أي{[60391]} : ممن قال : ربنا الله ثم استقام{[60392]} على الإيمان به والقبول لأمره ونهيه ، ودعا عباد الله إلى ما قال به وما عمل . وقرأ الحسن يوما هذه الآية فقال{[60393]} : هذا حبيب الله ، هذا ولي الله ، هذا صفوة الله ، هذا خيرة الله ، هذا أحب الخلق إلى الله ، أجاب الله في دعوته ، ودعا الناس إلى ما أجب الله من دعوته ، وعمل صالحا في إجابته ، وقال إنني من المسلمين ، فهو خليفة الله سبحانه{[60394]} .
فالآية عند الحسن لجميع المؤمنين .
وقال قتادة : هذا عبد صدق قوله عمله ، ومولجه مخرجه ، وسره علانيته{[60395]} وشاهده مغيبه ، ثم قال : وإن{[60396]} المنافق عبد خالف{[60397]} قوله عمله ومولجه مخرجه ، وسره / علانيته ، وشاهده مغيبه{[60398]} .
قال السدي : عنى بهذه نبي الله محمدا صلى الله عليه وسلم دعا إلى الله جل ذكره ، وعمل صالحا ، وقاله ابن زيد وابن سيرين ){[60399]} .
روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : نزلت في المؤذنين{[60400]} .
وقال عكرمة : قوله{[60401]} : { ممن دعا إلى الله } يعني : المؤذنين . { وعمل صالحا } ، قال : صلى وصام{[60402]} .
وذكر في حديث يرفعه : ( أول من ( يقضي ){[60403]} الله له بالرحمة يوم القيامة المؤذنون ، وأول المؤذنين مؤذنو مكة . قال : والمؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة . والمؤذنون إذا خرجوا من قبورهم أذنوا فنادوا بالآذان ، والمؤذنون لا يدودون في قبورهم{[60404]} .
وعن عمر رضي الله عنه أنه قال : ( قالت الملائكة : لو كنا نزولا في الأرض ما سبقنا إلى الآذان أحد ){[60405]} .
وقال قيس بن أبي حازم{[60406]} : { ممن دعا إلى الله } ، قال : هو المؤمن { وعمل صالحا } قال : الصلاة بين الأذان والإقامة{[60407]} .
وهذه الآية تدل على أنه جائز أن يقول المسلم : أنا مسلم بلا استثناء ، أي : قد استسلمت لله عز وجل وخضعت له بالطاعة جلة عظمته{[60408]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.