فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَمَنۡ أَحۡسَنُ قَوۡلٗا مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ} (33)

{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مّمَّن دَعَا إِلَى الله } أي إلى توحيد الله وطاعته . قال الحسن : هو المؤمن أجاب الله دعوته ، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من طاعته { وَعَمِلَ صالحا } في إجابته { وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ المسلمين } لربي . وقال ابن سيرين ، والسدّي ، وابن زيد هو رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وروي هذا أيضاً عن الحسن . وقال عكرمة ، وقيس بن أبي حازم ، ومجاهد : نزلت في المؤذنين . ويجاب عن هذا بأن الآية مكية ، والأذان إنما شرع بالمدينة . والأولى حمل الآية على العموم كما يقتضيه اللفظ ، ويدخل فيها من كان سبباً لنزولها دخولاً أولياً ، فكل من جمع بين دعاء العباد إلى ما شرعه الله ، وعمل عملاً صالحاً ، وهو : تأدية ما فرضه الله عليه مع اجتناب ما حرمه عليه ، وكان من المسلمين ديناً لا من غيرهم ، فلا شيء أحسن منه ، ولا أوضح من طريقته ، ولا أكثر ثواباً من عمله .

/خ36