تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَقَالُوٓاْ ءَأَٰلِهَتُنَا خَيۡرٌ أَمۡ هُوَۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلَۢاۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٌ خَصِمُونَ} (58)

57

المفردات :

جدلا : خصومة بالباطل .

خصمون : شداد الخصومة بالباطل ، مجبولون على اللجاج .

التفسير :

58- { وقالوا آلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون } .

قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : أآلهتنا خير أم عيسى ؟ والنبي صلى الله عليه وسلم متيقن من أن عيسى خير من آلهتهم ، أي إذا كان عيسى في النار فقد رضينا أن نكون نحن وآلهتنا معه ، وابن الزبعري يعلم أن عيسى ليس في النار ، لأنه لم يطلب من أحد أن يعبده ، ولم يرض بعبادة الناس له ، ولأن كل عابد وما عبده من دون الله في النار ، إذا رضي من يعبد بهذه العبادة ، فهم لم يضربوا المثل بعيسى والعزير والملائكة إلا على وجه الجدال والمخاصمة فهم ألداء في الخصومة ، راغبون في الغلبة بالحق أو بالباطل ، وعيسى عليه السلام قد تبرأ ممن عبده أو اتخذه إلها .

قال تعالى : { وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ ( 116 ) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ . . . } ( المائدة : 116 ، 117 ) .

قال في التسهيل لعلوم التنزيل :

{ ما ضربوه لك إلا جدلا . . . }

أي : ما ضربوا لك هذا المثال إلا على وجه الجدل ، وهو أن يقصد الإنسان أن يغلب من يناظره سواء غلبه بحق أو بباطل ، لقد أراد ابن الزبعري المغالطة ؛ فوصفهم الله بأنهم قوم خصمون .

 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{وَقَالُوٓاْ ءَأَٰلِهَتُنَا خَيۡرٌ أَمۡ هُوَۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلَۢاۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٌ خَصِمُونَ} (58)

{ وقالوا أآلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون }

{ وقالوا أآلهتنا خير أم هو } أي عيسى فنرضى أن تكون آلهتنا معه { ما ضربوه } أي المثل { لك إلا جدلا } خصومة بالباطل لعلمهم أن ما لغير العاقل فلا يتناول عيسى عليه السلام { بل هم قوم خصمون } شديدو الخصومة .