فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَالُوٓاْ ءَأَٰلِهَتُنَا خَيۡرٌ أَمۡ هُوَۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلَۢاۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٌ خَصِمُونَ} (58)

{ وَقَالُوا أَآَلِهَتُنَا خَيْرٌ } عندك { أَمْ هُوَ } أي المسح ، قال السدي وابن زيد : خاصموه وقالوا إن كان كل من عبد غير الله في النار فنحن نرضى أن تكون آلهتنا مع عيسى وعزير والملائكة ، وقال قتادة يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم ، أي أآلهتنا خير أم محمد صلى الله عليه وسلم ؟ ويقوي هذا قراءة ابن مسعود أآلهتنا خير أم هذا .

{ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا } أي ما ضربوا لك هذا المثل في عيسى إلا ليجادلوك لا لطلب الحق حتى يرجعوا له عند ظهوره وبيانه ، على أن جدلا منتصب على العلة ، أو مجادلين على أنه مصدر في موضع الحال وقرئ جدالا .

{ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } أي شديدو الخصومة ، كثيرو اللدد ، عظيمو الجدل ، وأخرج سعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد والترمذي وصححه وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ) ، ثم تلا هذه الآية ، وقد ورد في ذم الجدل بالباطل أحاديث كثيرة ،