الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَقَالُوٓاْ ءَأَٰلِهَتُنَا خَيۡرٌ أَمۡ هُوَۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلَۢاۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٌ خَصِمُونَ} (58)

وقوله تعالى : { وَقَالُواْ آلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هو } هذا ابتداء معنى ثان ، وذلك أَنَّهُ لما نزل : { إنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ } [ الأنبياء : 98 ] الآية ، قال ابن الزِّبَعْرَى ونظراؤه : يا محمد ، أآلهتنا خير أم عيسى ؟ فنحن نرضى أنْ تكُونَ آلهتنا مع عيسى ؛ إذْ هُوَ خَيْرٌ منها ، وإذْ قد عُبِدَ ، فهو من الحَصَبِ إذَنْ ، فقال اللَّه تعالى : { مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاَ } ومغالطةً ، ونَسُوا أَنَّ عيسى لم يُعْبَدْ برضاً منه ، وقالتْ فرقةٌ : المراد ب { هُوَ } محمَّد صلى الله عليه وسلم وهو قولُ قتادة ، وفي مصحف أُبَيٍّ : ( خَيْرٌ أَمْ هَذَا ) فالإشارة إلى نِبِيِّنا محمد عليه السلام ، وقال ابن زيد وغيره : المراد ب { هُوَ } عيسى ، وهذا هو الراجح ، ثم أخبر تعالى عنهم أَنَّهم أهلُ خصامٍ ولَدَد .