فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{وَقَالُوٓاْ ءَأَٰلِهَتُنَا خَيۡرٌ أَمۡ هُوَۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلَۢاۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٌ خَصِمُونَ} (58)

{ وَقَالُواْ ءالِهَتِنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ } أي ءآلهتنا خير أم المسيح ؟ قال السدّي ، وابن زيد : خاصموه ، وقالوا : إن كان كل من عبد غير الله في النار ، فنحن نرضى أن تكون آلهتنا مع عيسى ، وعزير ، والملائكة . وقال قتادة : يعنون محمداً ، أي : ءآلهتنا خير أم محمد ؟ ويقوّي هذا قراءة ابن مسعود : ءآلهتنا خير أم هذا . قرأ الجمهور بتسهيل الهمزة الثانية بين بين ، وقرأ الكوفيون ، ويعقوب بتحقيقها . { مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاَ } أي ما ضربوا لك هذا المثل في عيسى إلا ليجادلوك ، على أن جدلاً منتصب على العلة ، أو مجادلين على أنه مصدر في موضع الحال ، وقرأ ابن مقسم : " جدالاً " { بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } أي : شديدو الخصومة كثيرو اللدد عظيمو الجدل .

/خ73