ثم قال تعالى : { وقالوا آلهتنا خير أم هو } ، أي : وقال مشركو قومك يا محمد : ألهتنا خير أم محمد{[61683]} ، فنعبد محمدا ونترك آلهتنا{[61684]} .
وفي حرف أُبي : ( آلهتنا خير أم هذا ){[61685]} ، يعني : محمدا صلى الله عليه وسلم{[61686]} .
وقال السدي معناه : أآلهتنا خير أم عيسى قال : وذلك أنهم خاصموه فقالوا : أتزعم{[61687]} أن كل من عبد من دون الله في النار ، فنحن نرضى{[61688]} أن تكون{[61689]} آلهتنا مع عيسى ابن مريم وعزير{[61690]} والملائكة ، هؤلاء قد عُبدوا من دون الله . قال : فأنزل الله براءة عيسى وشِبْهِهِ في قوله : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى } الآية{[61691]} .
وقوله : { ما ضربوه لك إلا جدلا } ، أي : ما مثلوا لك هذا المثل يا محمد إلا للجدل والخصومة . أي : لم يقولوا هذا على طريق المناظرة ولا على ( وجه التثبت ){[61692]} ، إنما قالوه طلبا للخصومة في الباطل .
وهذا فرق بين الجدال والمناظرة{[61693]} ، لأن المتناظرين{[61694]} كل واحد منهما يطلب الصواب . والمتجادلين{[61695]} إنما يطلبان تثبيت{[61696]} ما لم يتيقنا صحته ، أو ما قد علما باطله . فالمجادل يحاول إثبات الباطل عند نفسه ، والمناظر يحاول إظهار الصواب عند نفسه{[61697]} .
وعن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنه قال ) : " ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل " {[61698]} .
قال سفيان : ( بل هم قوم خصمون ) ، حدثت أنها نزلت في ابن الزبعرى{[61699]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.