البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَقَالُوٓاْ ءَأَٰلِهَتُنَا خَيۡرٌ أَمۡ هُوَۚ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلَۢاۚ بَلۡ هُمۡ قَوۡمٌ خَصِمُونَ} (58)

{ وقالوا أآلهتنا خير أم هو } : خفف الكوفيون الهمزتين ، وسهل باقي السبعة الثانية بين بين .

وقرأ ورش في رواية أبي الأزهر : بهمزة واحدة على مثال الخبر ، فاحتمل أن تكون همزة الاستفهام محذوفة لدلالة أم عليها ، واحتمل أن يكون خبراً محضاً .

حكوا أن آلهتهم خير ، ثم عنّ لهم أن يستفهموا ، على سبيل التنزل من الخبر إلى الاستفهام المقصود به الإفحام ، وهذا الاستفهام يتضمن أن آلهتهم خير من عيسى .

{ ما ضربوه لك إلاّ جدلاً } : أي ما مثلوا هذا التمثيل إلا لأجل الجدل والغلبة والمغالطة ، لا لتمييز الحق واتباعه .

وانتصب جدلاً على أنه مفعول من أجله ، وقيل : مصدر في موضع الحال .

وقرأ ابن مقسم : إلا جدالاً ؛ بكسر الجيم .

وألف خصمون : شديدو الخصومة واللجاج ؛ وفعل من أبنية المبالغة نحو : هدى .

58