تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{بِأَييِّكُمُ ٱلۡمَفۡتُونُ} (6)

المفتون : المجنون لأنه فتن ، أي ابتلى بالجنون .

1

فستبصر ويبصرون* بأييّكم المفتون .

فسترى أيها الرسول الكريم ويرون من منكم المفتون المجنون ، من الذي سينهزم في بدر ، وفي فتح مكة ، ومن الذي سينتصر .

وأغلب الظنّ أن أهل مكة حين اتهموه صلى الله عليه وسلم بالجنون ، لم يكونوا يقصدون ذهاب العقل ، بل كانوا يذهبون إلى أن الجن تزيّن له ما يقول وتقدمه له ، فيخلط كلام الجن بكلامه ، كما ادعى العرب أن لكل شاعر شيطانا من الجنّ يعينه ويمده بالشعر .

قال تعالى : وما تنزّلت به الشياطين* وما ينبغي لهم وما يستطيعون* إنهم عن السمع لمعزولون . ( الشعراء : 210 -212 ) .

وقال تعالى : نزل به الروح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين . ( الشعراء : 193 ، 194 ) .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{بِأَييِّكُمُ ٱلۡمَفۡتُونُ} (6)

5

واختلف في الباء في قوله : { بأيكم } على أربعة أقوال :

الأول : أنها زائدة .

الثاني : أنها غير زائدة ، والمعنى بأيكم الفتنة ، فأوقع المفتون موقع الفتنة ، كقولهم ماله معقول أي : عقل .

الثالث : أي : الباء بمعنى في ، والمعنى في أي فريق منكم المفتون ، واستحسن ابن عطية هذا .

الرابع : أن المعنى بأيكم فتنة المفتون ، ثم حذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{بِأَييِّكُمُ ٱلۡمَفۡتُونُ} (6)

قوله : { بأييّكم المفتون } الباء زائدة للتأكيد . يعني ستعلم ويعلمون من الذي فتن ، أو مال عن الحق وضل عن سبيل الله المستقيم . وقيل : المفتون معناه المجنون .