تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{أَتَّخَذۡنَٰهُمۡ سِخۡرِيًّا أَمۡ زَاغَتۡ عَنۡهُمُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ} (63)

55

التفسير :

سخريا : مسخورّا ومستهزأ بهم .

زاغت عنهم : مالت عنهم .

التفسير :

ثم تفقدوهم في النار فلم يجدوهم ، فقالوا :

63-{ أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار } .

أمن أجل أننا سخرنا منهم في الدنيا ، واحتقرناهم بالازدراء والتعالي عليهم ، وغض الطرف عن النظر إليهم ، ولم يكونوا أهلا لذلك بل كانوا خيرا منا ، فدخلوا الجنة وتنعموا بنعيمها ، أم هم في النار معنا ولكن لم تقع عليهم أبصارنا ؟

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{أَتَّخَذۡنَٰهُمۡ سِخۡرِيًّا أَمۡ زَاغَتۡ عَنۡهُمُ ٱلۡأَبۡصَٰرُ} (63)

{ أتخذناهم سخريا } قرئ أتخذناهم بهمزة قطع ومعناها توبيخ أنفسهم على اتخاذهم المؤمنين سخريا ، وقرئ بألف وصل على أن يكون الجملة صفة لرجال وقرئ سخريا بضم السين من التسخير بمعنى الخدمة وبالكسر بمعنى الاستهزاء .

{ أم زاغت عنهم الأبصار } هذا يحتمل ثلاثة أوجه :

أحدها : أن يكون معادلا لقولهم : { ما لنا لا نرى رجالا } ، والمعنى ما لنا لا نراهم في جهنم فهم ليسوا فيها أم هم فيها ولكن زاغت عنهم أبصارنا ومعنى زاغت عنهم مالت فلم نرهم .

الثاني : أن يكون معادلا لقولهم : { أتخذناهم سخريا } والمعنى أتخذناهم سخريا . وأم زاغت الأبصار على هذا : مالت عن النظر إليهم احتقارا لهم .

الثالث : أن تكون أم منقطعة بمعنى بل والهمزة فلا تعادل شيئا مما قبلها .