تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ نَّبۡتَلِيهِ فَجَعَلۡنَٰهُ سَمِيعَۢا بَصِيرًا} (2)

1

المفردات :

من نطفة : من ماء يقطر وهو المنيّ . وكل ماء قليل في وعاء فهو نطفة .

أمشاج : أخلاط ، جمع مشج ( بفتحتين ) ، كسبب وأسباب ، يقال : مشجت الشيء ، إذا خلطته ، أي : من اختلاط ماء الرجل وماء المرأة وامتزاجهما .

نبتليه : نختبره بالتكليف ، أي : مريدين اختباره عند التكليف والتأهّل .

فجعلناه : بسبب ذلك .

سميعا بصيرا : ليتمكن من مشاهدة الدلائل واستماع الآيات .

التفسير :

2- إنّا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا .

لقد خلقنا الإنسان من ماء مهين هو المني الذي ينطف من صلب الرجل ، ويختلط بماء المرأة فيتم تلقيح البويضة ، ويتكون منهما هذا المخلوق العجيب وهو الإنسان .

أمشاج . أي : أخلاط ، وهو ماء الرجل وماء المرأة إذا اجتمعا واختلطا ، أو يشير إلى اختلاط الصفات الوراثية في الرجل بالصفات الوراثية في المرأة ، ومع الصفات المتعددة لكل منهما يخلق الله بشرا سويا يحمل خصائص وراثية ، لها خريطة بديعة ، صنع الله الذي أتقن كل شيء .

وقال ابن عباس : أمشاج . أي : أطوار مختلفة ، فإن النطفة تصير علقة ثم مضغة ، وهكذا إلى تمام الخلق ونفخ الروح .

نبتليه . نجعله صالحا للاختبار والابتلاء والتكليف فيما بعد .

فجعلناه سميعا بصيرا .

أعطيناه السمع ليسمع أدلة الحق والهدى ، والبصر ليميز النور من الظلام ، والنافع من الضار ، والإيمان من الكفر .

ويطلق السمع والبصر ويراد بهما أدلة التعقّل والتمييز والاختيار .

وقد يراد بهما الحاسّتان المعروفتان ، وخصهما بالذكر لأنهما أعظم الحواس وأشرفها .

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ نَّبۡتَلِيهِ فَجَعَلۡنَٰهُ سَمِيعَۢا بَصِيرًا} (2)

{ إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً ( 2 ) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ( 3 ) }

إنا خلقنا الإنسان من نطفة مختلطة من ماء الرجل وماء المرأة ، نختبره بالتكاليف الشرعية فيما بعد ، فجعلناه من أجل ذلك ذا سمع وذا بصر ؛ ليسمع الآيات ، ويرى الدلائل ،

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ نَّبۡتَلِيهِ فَجَعَلۡنَٰهُ سَمِيعَۢا بَصِيرًا} (2)

قوله : { إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه } أي خلق الله الإنسان من بني آدم من ماء { أمساج } أي أخلاط ممتزج بعضه ببعض ، فقد امتزج الماءان وهما ماء الرجل وماء المرأة { نبتليه } أي نختبره بالخير والشر . وقيل : نختبره بالتكاليف ، بالعمل والطاعة ، وبالأوامر والنواهي .

قوله : { فجعلناه سميعا بصيرا } أي جعلناه ذا سمع وبصر ليتمكن بهما من الطاعة والتزام التكاليف تحقيقا للابتلاء .