الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ نَّبۡتَلِيهِ فَجَعَلۡنَٰهُ سَمِيعَۢا بَصِيرًا} (2)

وقوله تعالى : { إِنَّا خَلَقْنَا الإنسان } الآية ، الإنسان هنا : اسم جنس بلا خلافٍ ، وأمشاج معناه : أخلاط ؛ قيل : هو{ أَمْشَاجٍ } ماءِ الرجل بماءِ المرأة ، ونَقَلَ الفخرُ أَنَّ الأمشاج لفظٌ مفرد ، وليس يُجْمَعُ ، بدليل أَنَّه وقع صفةً للمفرد ، وهو قوله : { نُّطْفَةٍ } ، انتهى .

{ نَّبْتَلِيهِ } أي : نختبره بالإيجاد والكون في الدنيا ، وهو حال من الضمير في { خَلَقْنَا } كأَنَّه قال : مختبرين له بذلك .

وقوله تعالى : { فجعلناه سَمِيعاً بَصِيراً } عَطْفُ جملة نِعَم على جملة نِعَمٍ ، وقيل : المعنى : فلنبتليه جعلناه سميعاً بصيراً