قال ابن الأعرابي وطائفة من أهل اللغة : الأمشاج جمع مشيج وأمشاج فوصف المفرد بها جميعاً نحو برمة أعشار للقدر المتكسرة قطعاً ، وثوب أكياش للذي فتل غزله مرتين . يقال عليك بالثوب الأكياش فإنه من لباس الأكياس . والمعنى من نطفة قد امتزج فيها الماآن ماء الرجل . وهو أبيض غليظ - وماء المرأة - وهو أصفر رقيق - والأول يخرج من الصلب ، والثاني يخرج من الترائب ، فما كان من عصب وعظم فمن نطفة الرجل ، وما كان من لحم ودم فمن ماء المرأة . عن ابن مسعود : هي عروق النطفة . وقال الحسن : أي مزجت بدم الحيض الذي فيه غذاء الجنين ، وعن قتادة : هي أطوارها نطفة ثم علقة ثم مضغة وذهب إلى أنها العناصر وبالجملة فإنها عبارة عن انتقال النطفة من حال إلى حال ولهذا فسر الابتلاء بعضهم بهذا الانتقال ومنه قول ابن عباس { نبتليه } أي نصرفه في بطن أمه نطفة ثم علقة . والأظهر أن حاصل المعنى خلقناه من أمشاج لا للعبث بل للابتلاء والامتحان . ثم ذكر أنه أعطاه ما يصح معه الابتلاء وهو السمع والبصر اللذان هما أشرف الحواس ولهذا خصا بالذكر . وفيه إشارة إلى أن الحواس السليمة أسباب كلية لتحصيل الكمالات النفسية فمن فقد حساً فقد علماً . وقيل : في الآية تقديم وتأخير ، ونبتليه معناه لنبتليه كقولك لرجل : جئتك أقضي حقك أي لأقضي حقك . والمعنى جعلناه سميعاً بصيراً لنبتليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.