الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ نَّبۡتَلِيهِ فَجَعَلۡنَٰهُ سَمِيعَۢا بَصِيرًا} (2)

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن عبد الله بن مسعود قال : إذا جئناكم بحديث أتيناكم بتصديقه من كتاب الله إن النطفة تكون في الرحم أربعين ، ثم تكون مضغة أربعين ، فإذا أراد الله أن يخلق الخلق نزل الملك فيقول له اكتب ، فيقول ماذا أكتب ؟ فيقول : اكتب شقياً أو سعيداً ذكراً أو أنثى ، وما رزقه ، وأثره ، وأجله ، فيوحي الله بما يشاء ، ويكتب الملك ، ثم قرأ عبد الله { إنا خلقنا الإِنسان من نطفة أمشاج نبتليه } ثم قال عبد الله : أمشاجها عروقها .

وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله : { أمشاج } قال : العروق .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { من نطفة أمشاج } قال : من ماء الرجل وماء المرأة حين يختلطان .

وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس في قوله : { من نطفة أمشاج } قال : هو نزول الرجل والمرأة يمشج بعضه ببعض .

وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله : { من نطفة أمشاج } قال : اختلاط ماء الرجل وماء المرأة إذا وقع في الرحم .

قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم . أما سمعت أبا ذؤيب وهو يقول :

كأن الريش والفوقين منه *** خلال النصل خالطه مشيج

وأخرج عبد بن حميد عن الحسن قال مشج ماء الرجل بماء المرأة فصار خلقاً .

وأخرج عبد بن حميد عن الربيع قال : إذا اجتمع ماء الرجل وماء المرأة فهو أمشاج .

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة قال : الأمشاج إذا اختلط الماء والدم ، ثم كان علقة ثم كان مضغة .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن في الآية ، قال : خلق من نطفة مشجت بدم ، وذلك الدم الحيض إذا حملت ارتفع الحيض .

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : { من نطفة أمشاج } قال : مختلفة الألوان .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد { من نطفة أمشاج } قال : ألوان نطفة الرجل بيضاء وحمراء ونطفة المرأة خضراء وحمراء .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال : الأمشاج الذي يخرج على أثر البول ، كقطع الأوتار ومنه يكون الولد .

وأخرج ابن المنذر عن زيد بن أسلم قال : الأمشاج العروق التي في النطفة .

وأخرج الفريابي عن ابن عباس في قوله : { من نطفة أمشاج } قال : ألوان الخلق .

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة { إنا خلقنا الإِنسان من نطفة أمشاج نبتليه } قال : طوراً نطفة وطوراً علقة وطوراً مضغة وطوراً عظماً { ثم كسونا العظام لحماً } وذلك أشد ما يكون إذا كسي اللحم { ثم أنشأناه خلقاً آخر } قال : أنبت له الشعر { فتبارك الله أحسن الخالقين } فأنباه الله مم خلقه ، وأنباه إنما بين ذلك ليبتليه بذلك ، ليعلم كيف شكره ومعرفته لحقه ، فبين الله له ما أحل له وما حرم عليه ثم قال : { إنا هديناه السبيل إما شاكراً } لنعم الله { وإما كفوراً } بها .

وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : الأمشاج منه العظام والعصب والعروق من الرجل واللحم والدم والشعر من المرأة .

وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن عكرمة في قوله : { أمشاج } قال : الظفر والعظم والعصب من الرجل ، واللحم والشعر من المرأة .