تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل  
{إِنَّا خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ مِن نُّطۡفَةٍ أَمۡشَاجٖ نَّبۡتَلِيهِ فَجَعَلۡنَٰهُ سَمِيعَۢا بَصِيرًا} (2)

ثم خلق ذريته ، فقال :{ إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه } يعني ماء مختلطا ، وهو ماء الرجل ، وماء المرأة ، فإذا اختلطا ، فذلك المشج ، فماء الرجل غليظ أبيض ، فمنه العصب ، والعظم ، والقوة ، ونطفة المرأة صفراء رقيقة ، فمنها اللحم ، والدم ، والشعر ، والظفر ، فيختلطان فذلك الأمشاج ، فيها تقديم ، يقول : جعلناه سميعا بصيرا لنبتليه .

ثم قال :{ فجعلناه } بعد النطفة { سميعا بصيرا } آية لنبتليه ، أي جعلناه نطفة ، علقة ، مضغة ، ثم صار إنسانا بعد ماء ودم { فجعلناه سميعا بصيرا } من بعد ما كان نطفة ميتة ،