رخاء : لينة طيعة له ، لا تمتنع عليه .
36- { فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب } .
استجاب الله دعاء سليمان ، فسخّر له الريح تجري بأمره وتذهب إلى أي مكان يريده ، لينة مذللة حينا ، وعاصفة قوية حينا آخر .
قال تعالى : في موضع آخر : { ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين } . [ الأنبياء : 81 ] .
ثم أخبر اللهُ بأنه أجاب دعاءه ووفقه لما أراد وعدّد نعمه عليه ، فقال : { فَسَخَّرْنَا لَهُ الريح تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ } : فذللّنا له الريح تجري حسب مشيئته ، رطبة هينة . إلى أي جهة قصد . وتقدم في سورة سبأ : { وَلِسُلَيْمَانَ الريح غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ } وفي سورة الأنبياء : { وَلِسُلَيْمَانَ الريح عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ . . } [ الأنبياء : 81 ] .
ولما تسبب عن دعائه الإجابة ، أعلم به سبحانه بقوله : { فسخرنا } أي ذللنا بما لنا من العظمة { له الريح } لإرهاب العدو وبلوغ المقاصد عوضاً عن الخيل التي خرج عنها لأجلنا ؛ ثم بين التسخير بقوله مستأنفاً : { تجري بأمره رخاء } أي حال كونها لينة غاية اللين منقادة يدرك بها ما لا يدرك بالخيل { غدوها شهر ورواحها شهر } وكل من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ، وهو هنا مبالغة من الرخاوة . ولما كانت إصابته لما يشاء ملازمة لإرادته ، عبر بها عنها لأنها المقصود بالذات فقال : { حيث أصاب * } أي أراد إصابة شيء من الأشياء ، وقد جعل الله لنبينا صلى الله عليه وسلم أعظم من ذلك وهو أن العدو يرعب منه إلى مسيرة شهر من جوانبه الأربعة فيه أربعة أشهر
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.