تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَسَخَّرۡنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجۡرِي بِأَمۡرِهِۦ رُخَآءً حَيۡثُ أَصَابَ} (36)

34

المفردات :

سخرنا : ذللنا ويسرنا .

رخاء : لينة طيعة له ، لا تمتنع عليه .

أصاب : قصد وأراد .

التفسير :

36- { فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب } .

استجاب الله دعاء سليمان ، فسخّر له الريح تجري بأمره وتذهب إلى أي مكان يريده ، لينة مذللة حينا ، وعاصفة قوية حينا آخر .

قال تعالى : في موضع آخر : { ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره إلى الأرض التي باركنا فيها وكنا بكل شيء عالمين } . [ الأنبياء : 81 ] .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَسَخَّرۡنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجۡرِي بِأَمۡرِهِۦ رُخَآءً حَيۡثُ أَصَابَ} (36)

رخاء : لينة .

حيث أصاب : حيث قصد وأراد .

ثم أخبر اللهُ بأنه أجاب دعاءه ووفقه لما أراد وعدّد نعمه عليه ، فقال : { فَسَخَّرْنَا لَهُ الريح تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَآءً حَيْثُ أَصَابَ } : فذللّنا له الريح تجري حسب مشيئته ، رطبة هينة . إلى أي جهة قصد . وتقدم في سورة سبأ : { وَلِسُلَيْمَانَ الريح غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ } وفي سورة الأنبياء : { وَلِسُلَيْمَانَ الريح عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ . . } [ الأنبياء : 81 ] .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَسَخَّرۡنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجۡرِي بِأَمۡرِهِۦ رُخَآءً حَيۡثُ أَصَابَ} (36)

ولما تسبب عن دعائه الإجابة ، أعلم به سبحانه بقوله : { فسخرنا } أي ذللنا بما لنا من العظمة { له الريح } لإرهاب العدو وبلوغ المقاصد عوضاً عن الخيل التي خرج عنها لأجلنا ؛ ثم بين التسخير بقوله مستأنفاً : { تجري بأمره رخاء } أي حال كونها لينة غاية اللين منقادة يدرك بها ما لا يدرك بالخيل { غدوها شهر ورواحها شهر } وكل من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه ، وهو هنا مبالغة من الرخاوة . ولما كانت إصابته لما يشاء ملازمة لإرادته ، عبر بها عنها لأنها المقصود بالذات فقال : { حيث أصاب * } أي أراد إصابة شيء من الأشياء ، وقد جعل الله لنبينا صلى الله عليه وسلم أعظم من ذلك وهو أن العدو يرعب منه إلى مسيرة شهر من جوانبه الأربعة فيه أربعة أشهر