قوله : { فَسَخَّرْنَا لَهُ الريح تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَآءً } لَيّنة أي رخوة لَيّنة ، وهي من الرخاوة والريحُ إذا كانت لينة لا تزعزع{[47425]} ( ولا تمتنع{[47426]} عليه إذا كانت طيبة ) .
فإن قيل : قد قال في آية أخرى : { وَلِسُلَيْمَانَ الريح عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ } [ الأنبياء : 81 ] .
الأول : لا منافاة بين الآيتين فإن المراد أن تلك الريح كانت في قوة الرِّيح العاصفة إلا أنها لما أمرت{[47427]} بأمره كانت لذيذة طيبة وكانت رُخَاء .
الثاني : أن تلك الريح كانت لينة مرة وعاصفة أخرى فلا منافاة بين الآيتين{[47428]} .
قوله : { حَيْثُ أَصَابَ } ظرف ل «تَجْرِي » أو «لسَخَّرْنَا »{[47429]} و «أَصَابَ » أراد بلغة حِمْيَرَ .
وقيل : بلغة هَجَر{[47430]} . وحكى الأصمعي عن العرب أنهم يقولون : أصاب الصواب فأخطأ الجواب{[47431]} .
وروي أن رجلين خرجا يقصدان «رُؤْبَةَ » ليسألاه عن هذا الحرف فقال لهما : أين تصيبان فعرفاها وقالا هذه بغيتنا{[47432]} ، وأنشد الثعلبيُّ على ذلك :
4274-أَصَابَ الْجَوَابَ فَلَمْ يَسْتَطِعْ . . . فَأَخْطَا الْجَوَابَ لَدَى الْمَفْصَلِ{[47433]}
أي أراد الجواب ويقال : «أصَابَ اللَّهُ بكَ خَيْراً » أي أراد بك{[47434]} . وقيل : الهمزة في أصاب للتعدية من ( أَ ){[47435]} صَابَ يَصُوبُ أي نزل{[47436]} ، قال :
4275- . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . تَنَزَّلَ مِنْ جَوِّ السَّمَاءِ يَصُوبُ{[47437]}
والمفعول{[47438]} محذوف أي أصاب جنوده أي حيث وَجَّهَهُمْ وَجَعَلهُمْ يَصُوبُونَ صَوْبَ المطر{[47439]} ،
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.