الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{فَسَخَّرۡنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجۡرِي بِأَمۡرِهِۦ رُخَآءً حَيۡثُ أَصَابَ} (36)

قوله : { تَجْرِي } : يجوزُ أَنْ تكونَ مُفَسِّرةً لقولِه : " سَخَّرْنا " ، وأَنْ تكونَ حالاً من الريح . والعامَّةُ على توحيد الريح ، والمعنى على الجمعِ . وقرأ الحسن وأبو رجاء وأبو جعفر وقتادة " الرياح " و " رُخاءً " حالٌ مِنْ فاعل " تَجْري " . والرُّخاءُ : الليِّنَةُ مشتقةً من الرَّخاوة . ومعنى ذلك الطواعيةُ لأمْرِه . *

قوله : " حيث " ظرفٌ ل " تَجْري " أو ل " سَخَّرْنا " . و " أصاب " : أراد بلغةِ حِمْير . وقيل : بلغة هَجَر . وعن [ رجلين مِنْ أهل اللغة ] أنهما خرجا يَقْصِدان رؤبة ليسألاه عن هذا الحرف . فقال لهما : أين تُصيبان ؟ فعَرفاها وقالا : هذه بُغْيَتُنا . وأنشد الثعلبي على ذلك :

3872 أصابَ الجوابَ فلمْ يَسْتَطِعْ *** فأخْطا الجوابَ لدى المِفْصَلِ

/ أي : أراد الجوابَ . ويُقال : " أَصاب اللَّهُ بك خيراً " أي : أرده بك . وقيل : الهمزةُ في " أصاب " للتعديةِ مِنْ صابَ يَصُوْبُ أي : نَزَلَ ، والمفعولُ محذوفٌ أي : أصاب جنودَه أي : حيث وجَّههم وجعلهم يصُوْبون صَوْبَ المطرِ .