الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{فَسَخَّرۡنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجۡرِي بِأَمۡرِهِۦ رُخَآءً حَيۡثُ أَصَابَ} (36)

ثم قال تعالى : { فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء } أي : فاستجبنا دعاءه وأعطيناه مُلكا لا ينبغي لأحد من بعده فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء{[58349]} .

قال الحسن : إن نبي الله سليمان{[58350]} لما عُرضت عليه الخيل شغلته عن صلاة العصر ، فغضب لله ، فأمر بها فعُقرت ، فأبدله{[58351]} الله مكانها أسرع منها ، فسخرت{[58352]} له الريح تجري بأمره رخاء{[58353]} .

{ حيث أصاب }{[58354]} : حيث شاء .

قال مجاهد : رخاء : طيبة .

وقال قتادة : رخاء : طيبة سريعة ليست بعاصف ولا بطيئة .

وقال ابن زيد : الرخاء : اللينة .

وقال ابن عباس : رخاء : مطيعة . وقاله الضحاك .

وقال السدي : رخاء : طوعا .

وقوله : { حيث أصاب } أي : حيث أراد : قاله ابن عباس والحسن وقتادة والسدي وابن زيد من قولهم : أصاب الله بك خيرا ، أي : أراده الله بك خيرا{[58355]} .

وقال مجاهد : ( حيث أصاب : حيث شاء ){[58356]} .


[58349]:ساقط من ح.
[58350]:ع: صلى الله عليه سليمان.
[58351]:ع: فأبدل.
[58352]:ح: فسخر.
[58353]:جاء في الدر المنثور 7/139: أخرجه عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن.
[58354]:ساقط من ع. ولعلع سهو من الناسخ، وذلك أن نقل الحسن البصري ينتهي حيث تنتهي ح كما هو موثق قبله.
[58355]:(ح) بك خيرا.
[58356]:جاء في تفسير مجاهد 2/551 بلفظه، وانظر: جامع البيان 23/103. وجاء في جامع القرطبي بلفظ حيث أراد 15/205.