البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَسَخَّرۡنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجۡرِي بِأَمۡرِهِۦ رُخَآءً حَيۡثُ أَصَابَ} (36)

الرخاء : اللينة ، مشتقة من الرخاوة

ولما طلب الهبة التي اختص بطلبها ، وهبه وأعطاه ما ذكر تعالى من قوله : { فسخرنا له الريح } .

وقرأ الجمهور : بالإفراد ؛ والحسن ، وأبو رجاء ، وقتادة ، وأبو جعفر : الرياح بالجمع ، وهو أعم لعظم ملك سليمان ، وإن كان المفرد بمعنى الجمع لكونه اسم جنس .

{ تجري } : يحتمل أن تكون جملة حالية ، أي جارية ، وأن تكون تفسيرية لقوله : { فسخرنا له الريح } .

{ بأمره } ؛ أي لا يمتنع عليه إذا أراد جريها .

{ رخاء } ، قال ابن عباس والحسن والضحاك : مطيعة .

وقال مجاهد : طيبة .

{ حيث أصاب } : أي حيث قصد وأراد ، حكى الزجاج عن العرب .

أصاب الصواب فأخطأ الجواب : أي قصد .

وعن رؤية أن رجلين من أهل اللغة قصداه ليسألاه عن هذه الكلمة ، فخرج إليهما فقال : أين تصيبان ؟ فقال : هذه طلبتنا .

ويقال : أصاب الله بك خيراً ، وأنشد الثعلبي :

أصاب الكلام فلم يستطع *** فأخطأ الجواب لدى المفصل

وقال وهب : حيث أصاب ، أي أراد .

قيل : ويجوز أن يكون أصاب دخلت فيه همزة التعدية من صاب ، أي حيث وجه جنوده وجعلهم يصوبون صوب السحاب والمطر .

وقيل : أصاب : أراد ، بلغة حمير .

وقال قتادة : بلغة هجر .