ثم ذكر سبحانه إجابته لدعوته وإعطاءه لمسألته فقال : { فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ } .
أي ذللناها له ، وجعلناها منقادة لأمره ثم بين كيفية التسخير لها بقوله : { تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً } أي لينة الهبوب ليست بالعاصف مأخوذ من الرخاوة والمعنى أنها ريح لينة لا تزعزع ولا تعصف مع قوة هبوبها وسرعة جريها ولا ينافي هذا قوله في آية أخرى ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره ، لأن المراد أنها في قوة العاصفة ولا تعصف وقيل إنها كانت تارة رخاء وتارة عاصفة ، على ما يريده سليمان ويشتهيه ، وهذا أولى في الجمع بين الآيتين .
{ حَيْثُ أَصَابَ } قال الزجاج إجماع أهل اللغة والمفسرين على أن معنى حيث أصاب حيث أراد ، وحقيقته حيث قصد ، وقال الأصمعي وابن الأعرابي العرب تقول أصاب الصواب ، وأخطأ الجواب . وقيل معنى أصاب بلغة حمير أراد ، وليس من لغة العرب ، وقيل هو بلسان هجر والأول أولى وهو مأخوذ من إصابة السهم للغرض .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.