فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَسَخَّرۡنَا لَهُ ٱلرِّيحَ تَجۡرِي بِأَمۡرِهِۦ رُخَآءً حَيۡثُ أَصَابَ} (36)

ثم ذكر سبحانه إجابته لدعوته وإعطاءه لمسألته فقال : { فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ } .

أي ذللناها له ، وجعلناها منقادة لأمره ثم بين كيفية التسخير لها بقوله : { تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً } أي لينة الهبوب ليست بالعاصف مأخوذ من الرخاوة والمعنى أنها ريح لينة لا تزعزع ولا تعصف مع قوة هبوبها وسرعة جريها ولا ينافي هذا قوله في آية أخرى ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره ، لأن المراد أنها في قوة العاصفة ولا تعصف وقيل إنها كانت تارة رخاء وتارة عاصفة ، على ما يريده سليمان ويشتهيه ، وهذا أولى في الجمع بين الآيتين .

{ حَيْثُ أَصَابَ } قال الزجاج إجماع أهل اللغة والمفسرين على أن معنى حيث أصاب حيث أراد ، وحقيقته حيث قصد ، وقال الأصمعي وابن الأعرابي العرب تقول أصاب الصواب ، وأخطأ الجواب . وقيل معنى أصاب بلغة حمير أراد ، وليس من لغة العرب ، وقيل هو بلسان هجر والأول أولى وهو مأخوذ من إصابة السهم للغرض .