5- { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما } .
كما أكرم الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالفتح المبين ، ومغفرة الذنب ، وإتمام النعمة ، وهداية الصراط المستقيم ، فقد أكرم المؤمنين في هذه الآية إكراما عظيما ، جزاء ثباتهم في بيعة الرضوان ، وطاعتهم للرسول صلى الله عليه وسلم في الحرب والسلم ، فوعدهم بما يأتي :
( أ ) أن يدخلهم جنات وبساتين ناضرة تجري الأنهار من تحتها ، ويتمتعون فيها بسائر أنواع المتعة ، وما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين .
( ب ) أن يكفر عنهم سيئاتهم ويستر خطيئاتهم ، ويغفر ذنوبهم ، ويرفع درجاتهم .
( ج ) أن يعطيهم الفوز العظيم برضوان الله ، وجواره وفضله .
قال تعالى : { فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور } . ( آل عمران : 185 ) .
أي : أنزل السكينة ليزدادوا إيمانا . ثم تلك الزيادة بسبب إدخالهم الجنة . وقيل : اللام في " ليدخل " يتعلق بما يتعلق به اللام في قوله : " ليغفر لك الله " " وكان ذلك " أي ذلك الوعد من دخول مكة وغفران الذنوب . " عند الله فوزا عظيما " أي نجاة من كل غم ، وظفرا بكل مطلوب . وقيل : لما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " قالوا : هنيئا لك يا رسول الله ، فماذا لنا ؟ فنزل : " ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات " ولما قرأ " ويتم نعمته عليك " قالوا : هنيئا لك ، فنزلت : " وأتممت عليكم نعمتي " {[13986]} [ المائدة : 3 ] فلما قرأ " ويهديك صراطا مستقيما " نزل في حق الأمة : " ويهديك صراطا مستقيما " {[13987]} [ الفتح : 2 ] . ولما قال : " وينصرك الله نصرا عزيزا " [ الفتح : 3 ] نزل : " وكان حقا علينا نصر المؤمنين " {[13988]} [ الروم : 47 ] . وهو كقوله تعالى : " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " {[13989]} [ الأحزاب : 56 ] . ثم قال : " هو الذي يصلي عليكم " {[13990]} [ الأحزاب : 43 ] ذكره القشيري .
قوله : { ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها } ذلك هو جزاء المؤمنين المخلصين أهل الطاعة والصبر والإذعان لله ، فقد جزاهم الله الجنة ليمكثوا فيها سعداء آمنين منعمين خالدين { ويكفر عنهم سيئاتهم } ويمحو الله عنهم ما قدموا من السيئات والمعاصي .
قوله : { وكان عند الله فوزا عظيما } الإشارة عائدة إلى العدة التي وعد الله المؤمنين بها ، من إدخالهم جنات تجري من تحتها الأنهار وتكفير السيئات والذنوب عنهم ، فإن ذلك هو الفوز العظيم . أي السعادة العظمى والنجاة التي تفوق كل نجاة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.