مؤمنات : مصدقات بتوحيد الله مخلصات .
عابدات : متعبدات متذللات لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم .
سائحات : صائمات ، سمي الصائم سائحا : لأنه يسيح في النهار بلا زاد ، أو مهاجرات .
ثيبات وأبكارا : مشتملات على الصنفين ، فالثيِّب من تزوجت سابقا ، والبكر من لم يسبق لها الزواج .
5- { عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا } .
أي : إن تحقق طلاق الرسول صلى الله عليه وسلم لكنّ ، فإن الله سيبدله أزواجا خير منكنّ ، يتمتعن بأخلاق فاضلة ، ، هي قدوة لكن وللجميع .
مُسْلِمَاتٍ . خاضعات مستسلمات لأمر الله ورسوله .
مُؤْمِنَاتٍ . مصدّقات مخلصات .
قَانِتَاتٍ . متعمقات في العبادة والقنوت ، والتبتل والإخلاص ، مواظبات على الطاعة .
تَائِبَاتٍ . نادمات على وقوع المعصية ، متجهات إلى الطاعة .
عَابِدَاتٍ . متذلّلات في طاعة الله ومحبته والإخلاص له .
سَائِحَاتٍ . متأملات بعيونهن وقلوبهن في ملكوت السماوات والأرض ، صائمات عن كل سوء ، مهاجرات عن السوء مجتنبات له .
ثَيِّبَاتٍ . جمع ثيّب وهي التي زالت عذرتها ، وسميت بذلك لأنها ترجع إلى الزوج بعد زوال عذرتها .
وَأَبْكَارًا . جمع بكر ، وهي التي تفتض بكارتها .
وذكر الجنسين لأن في أزواجه صلى الله عليه وسلم من تزوجها ثيبا ، وفيهن من تزوجها بكرا ، وجاء أنه لم يتزوج بكرا إلا السيدة عائشة رضي الله عنها .
وقد رضيتْ نفس النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآيات ، وخطاب ربه ولأهل بيته ، واطمأنّ هذا البيت الكريم بعد هذه الزلزلة ، وعاد إليه هدوءه بتوجيه الله سبحانه وتعالى .
سائحات : صائمات وذاهبات في طاعة الله كل مذهب .
ثم حذّرها ألاّ تعودا لمثلِ ذلك بقوله :
{ عسى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً } .
احذرْنَ أيتها الزوجات ، من إيذاء رسول الله و التألُّب عليه ، والعملِ على
ما يسوؤه فإنه إذا أُحرِج يمكن أن يطلقكن ويبدله الله خيراً منكن في الدينِ والصلاح والتقوى . ولا شيءَ أشدُّ على المرأة من الطلاق . وفي هذا تنويهٌ كبير بشأن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم .
ثم خوفهما أيضا ، بحالة تشق على النساء غاية المشقة ، وهو الطلاق ، الذي هو أكبر شيء عليهن ، فقال :
{ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ } أي : فلا ترفعن عليه ، فإنه لو طلقكن ، لم يضق{[1161]} عليه الأمر ، ولم يكن مضطرًا إليكن ، فإنه سيلقى{[1162]} ويبدله الله أزواجًا خيرًا منكن ، دينا وجمالًا ، وهذا من باب التعليق الذي لم يوجد ، ولا يلزم وجوده ، فإنه ما طلقهن ، ولو طلقهن ، لكان ما ذكره الله من هذه الأزواج الفاضلات ، الجامعات بين الإسلام ، وهو القيام بالشرائع الظاهرة ، والإيمان ، وهو : القيام بالشرائع الباطنة ، من العقائد وأعمال القلوب .
القنوت هو دوام الطاعة واستمرارها { تَائِبَاتٍ } عما يكرهه الله ، فوصفهن بالقيام بما يحبه الله ، والتوبة عما يكرهه الله ، { ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَارًا } أي : بعضهن ثيب ، وبعضهن أبكار ، ليتنوع صلى الله عليه وسلم ، فيما يحب ، فلما سمعن -رضي الله عنهن- هذا التخويف والتأديب ، بادرن إلى رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكان هذا الوصف منطبقًا عليهن ، فصرن أفضل نساء المؤمنين ، وفي هذا دليل على أن الله لا يختار لرسوله صلى الله عليه وسلم إلا أكمل الأحوال وأعلى الأمور ، فلما اختار الله لرسوله بقاء نسائه المذكورات معه دل على أنهن خير النساء وأكملهن .
{ عسى ربه إن طلقكن } أي : واجب من الله إن طلقكن رسوله ، { أن يبدله أزواجاً خيراً منكن مسلمات } خاضعات لله بالطاعات ، { مؤمنات } مصدقات بتوحيد الله ، { قانتات } طائعات ، وقيل : داعيات . وقيل : مصليات ، { تائبات عابدات سائحات } صائمات ، وقال زيد بن أسلم : مهاجرات وقيل : يسحن معه حيث ما ساح ، { ثيبات وأبكاراً } وهذا في الإخبار عن القدرة لا عن الكون لأنه قال : { إن طلقكن } وقد علم أنه لا يطلقهن وهذا كقوله : { وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم }( محمد- 38 ) وهذا في الإخبار عن القدرة لأنه ليس في الوجود أمة خير من أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.