تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يَنفَعُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَعۡذِرَتُهُمۡ وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ} (57)

{ فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون }

المفردات :

ولاهم يستعتبون : يطلب منهم إزالة عتب الله وغضبه عليهم بالتوبة والطاعة فقد حق عليهم العذاب يقال : استعتبنى فلان فأعتبته أي استرضاني فأرضيته .

التفسير :

في يوم البعث والجزاء لا يقبل من الذين ظلموا اعتذارهم ولا ندمهم على ما فعلوه في الدنيا ولا يقال لهم أرضوا ربكم بتوبة وطاعة ، كما كان يقال لهم ذلك في الدنيا وذلك لفوات أوان العمل

والخلاصة : أنهم لا يعاتبون على سيئاتهم بل يعاقبون عليها ، ولا تقبل منهم التوبة لأن الوقت وقت جزاء لا وقت عمل فالآية تذكير للظالمين بالتوبة والندم قبل فوات الأوان

ونحو الآية قوله تعالى : { وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين } ( فصلت : 24 ) .

***

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يَنفَعُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَعۡذِرَتُهُمۡ وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ} (57)

قوله تعالى : " فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم " أي لا ينفعهم العلم بالقيامة ولا الاعتذار يومئذ . وقيل : لما رد عليهم المؤمنون سألوا الرجوع إلى الدنيا واعتذروا فلم يعذروا . " ولا هم يستعتبون " أي ولا حالهم حال من يستعتب ويرجع ؛ يقال : استعتبته فأعتبني ، أي استرضيته فأرضاني ، وذلك إذا كنت جانيا عليه . وحقيقة أعتبته : أزلت عتبه . وسيأتي في " فصلت " {[12543]} بيانه . وقرأ عاصم وحمزة والكسائي : " فيومئذ لا ينفع " بالياء ، والباقون بالتاء .


[12543]:راجع ج 15 ص 351 فما بعد.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يَنفَعُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَعۡذِرَتُهُمۡ وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ} (57)

قوله : { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يَنفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ } إذا قام الناس من قبورهم وأقسم المجرمون أنهم لم يلبثوا في الدنيا أو في القبور غير ساعة واصطنعوا لأنفسهم المعاذير في هذا الموقف العصيب فإن ذلك لا ينفعهم ولا يغنيهم ولا يرد عنهم ما حاق بهم من عذاب محتوم واصب .

قوله : { وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } أي لا يطلب منهم العتبى وهي الطاعة أو الرجوع إلى ما يرضي الله . يقال : استعتبني فأعتبته : أي استرضاني فأرضيته{[3628]} والمعنى : أن المجرمين الخاسرين يوم القيامة ، لا يطلب منهم الإعتاب وهو الرجوع إلى الدنيا للطاعة والتوبة عما فعلوه من المعاصي{[3629]} .


[3628]:تفسير ابن كثير ج 3 ص 440، وتفسير الرازي ج 25 ص 582.
[3629]:مختار الصحاح ص 410، والمعجم الوسيط ج 2 ص 582.