فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يَنفَعُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَعۡذِرَتُهُمۡ وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ} (57)

{ فيومئذ } الفاء تفصيل ، لما يفهم مما قبلها ، من أنه لا يفيدهم تقليل مدة اللبث ، ولا النسيان ، أو هو جواب شرط مقدر أيضا .

{ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم } أي : لا ينفعهم الاعتذار يومئذ ، ولا يفيدهم علمهم بالقيامة ، كأنهم توهموا أن التقليل ونحوه عذر في عدم طاعتهم ، كقوله : { أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر } وقيل ؛ لما رد عليهم المؤمنون ، سألوا الرجوع إلى الدنيا ، واعتذروا فلم يعذروا . قرئ لا ينفع بالتحتية ، وهما سبعيتان .

{ ولا هم يستعتبون } أي : لا يطلب منهم العتبى ، وهو الرجوع إلى ما يرضي الله من التوبة ، والعمل الصالح ، وذلك لانقطاع التكليف في ذلك اليوم ، يقال : استعتبته فأعتبني : أي : استرضيته فأرضاني ، وذلك إذا كنت جانيا ، وحقيقة أعتبته : أزلت عتبه ، والمعنى : أنهم لا يدعون إلى إزالة عتبهم من التوبة والطاعة ، كما دعوا إلى ذلك في الدنيا .