السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{فَيَوۡمَئِذٖ لَّا يَنفَعُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَعۡذِرَتُهُمۡ وَلَا هُمۡ يُسۡتَعۡتَبُونَ} (57)

ولما كانت الآيات دالة على أنّ هذه الدار دار عمل وأنّ الآخرة دار جزاء وأنّ البرزخ حائل بينهما فلا يكون في واحدة منهما ما للأخرى ، تسبب عن ذلك قوله تعالى : { فيومئذ } أي : إذ يقع ذلك ويقول الذين أوتوا العلم تلك المقالة { لا تنفع الذين ظلموا معذرتهم } في إنكارهم له { ولا هم يستعتبون } أي : لا يطلب منهم الرجوع إلى ما يرضي الله تعالى كما دعوا إليه في الدنيا ، من قولهم : استعتبني فلان فأعتبته أي : استرضاني فأرضيته ، وقرأ الكوفيون لا ينفع بالياء التحتية لأنّ المعذرة بمعنى العذر ولأنّ تأنيثها غير حقيقي وقد فصل بينهما ، والباقون بالتاء الفوقية .