في الأسباب : المعارج إلى السماء ، ومنه قول زهير :
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه وإن يرق أسباب السماء بسلّم
10- { أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما فليرتقوا في الأسباب } .
هل هم يملكون السماوات والأرض وما بينهما ، والاستفهام هنا إنكاري ، مكمل للآية السابقة أي : إنهم لا يملكون رحمة ربك العزيز الوهاب ، ولا يملكون السماوات والأرض وما بينهما حتى يتحكموا في شئون الوحي والرسالة ، ويختارون الرسالة والنبوة لمن يشاءون ، ويمنعوها عمن يشاءون ثم تحدّاهم غاية التحدي فقال : { فليرتقوا في الأسباب } .
أي : إذا كانوا يملكون السماوات والأرض وما بينهما ، فليصعدوا إلى السماوات العلى ، وليستولوا على عرش الله ، وليدبّروا ملكوت السماوات والأرض .
وقوله سبحانه : { فليرتقوا في الأسباب } ، تعجيز لهم ، وتهكم بهم ، واستخفاف بأقوالهم ومزارعهم والأسباب جمع سبب ، وهو كل ما يتوصل به إلى غيره من حَبْل أو نحوه .
أي : إن كان لهم ملك السماوات ولأرض وما بينهما فليصعدوا في الأسباب .
قال ابن عباس : يعني طرق السماء .
وقال الضحاك : فليصعدوا إلى السماء السابعة " {[570]} .
أي : فإن كانوا يصلحون لتدبير الخلائق ، وقسمة الرحمة ، فليصعدوا في المعارج والطرق التي يتوصل بها إلى المقصود . ا ه .
( أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما ) أي : فإن ادعوا ذلك : ( فليرتقوا في الأسباب ) .
قوله تعالى : ( فليرتقوا في الأسباب ) أي : فليصعدوا إلى السموات ، وليمنعوا الملائكة من إنزال الوحي على محمد . يقال : رقي يرقى وارتقى إذا صعد . ورقى يرقي رقيا مثل رمى يرمي رميا من الرقية . قال الربيع بن أنس : الأسباب أرق من الشعر وأشد من الحديد ولكن لا ترى . والسبب في اللغة كل ما يوصل به إلى المطلوب من حبل أو غيره . وقيل : الأسباب أبواب السموات التي تنزل الملائكة منها ، قاله مجاهد وقتادة . قال زهير :
ولو رامَ أسبَابَ السماءِ بسُلَّمِ .
وقيل : الأسباب : السموات نفسها ، أي فليصعدوا سماء سماء . وقال السدي : في الأسباب : في الفضل والدين . وقيل : أي فليعلوا في أسباب القوة إن ظنوا أنها مانعة . وهو معنى قول أبي عبيدة . وقيل : الأسباب الحبال ، يعني إن وجدوا حبلا أو سببا يصعدون فيه إلى السماء فليرتقوا ، وهذا أمر توبيخ وتعجيز .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.