الأحزاب : المجتمعين لإيذاء محمد وكسر شوكته .
11- { جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب } .
ماذا يمثل كفار مكة وصناديدها بالنسبة لقدرة الله العلي القدير ، إنهم ، { جند ما هنالك } . بعيدا ، لا يقرب من تصريف هذا الملك ، وتدبير تلك الخزائن ، ولا قدرة له على الاعتراض على مشيئة الله وإرادته ، فليس له حق الملك ، وليس له حق الاعتراض ، وقد أهلكنا قبلهم جنودا كثيرة ، كقوم نوح ، وعاد وثمود ، وقوم فرعون ، فليس ببعيد علينا أهلاكهم .
هؤلاء الجند المكذّبون سيهزمون ويغلبون ويكْبتون ، كما كُبت الذين من قبلهم من الأحزاب المكذبين ، وهذه الآية كقوله جلّت عظمته : { أم يقولون نحن جميع منتصر * سيهزم الجمع ويولون الدبر } . [ القمر : 44 ، 45 ] . وقد كان ذلك يوم بدر{[571]} . { بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر } . [ القمر : 46 ] .
ثم وعد نبيه صلى النصر عليهم فقال : ( جند ما هنالك ) " ما " صلة وتقديره هم جند ، ف " جند " خبر ابتداء محذوف . ( مهزوم ) أي : مقموع ذليل قد انقطعت حجتهم ؛ لأنهم لا يصلون إلى أن يقولوا هذا لنا . ويقال : تهزمت القربة إذا انكسرت ، وهزمت الجيش كسرته . والكلام مرتبط بما قبل ، أي : ( بل الذين كفروا في عزة وشقاق ) وهم جند من الأحزاب مهزومون ، فلا تغمك عزتهم وشقاقهم ، فإني أهزم جمعهم وأسلب عزهم . وهذا تأنيس للنبي صلى الله عليه وسلم ، وقد فعل بهم هذا في يوم بدر . قال قتادة : وعد الله أنه سيهزمهم وهم بمكة فجاء تأويلها يوم بدر . و( هنالك ) إشارة لبدر وهو موضع تحزبهم لقتال محمد صلى الله عليه وسلم . وقيل : المراد بالأحزاب الذين أتوا المدينة وتحزبوا على النبي صلى الله عليه وسلم . وقد مضى ذلك في ( الأحزاب ) . والأحزاب : الجند ، كما يقال : جند من قبائل شتى . وقيل : أراد بالأحزاب القرون الماضية من الكفار . أي هؤلاء جند على طريقة أولئك كقوله تعالى : " فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني " [ البقرة : 249 ] أي على ديني ومذهبي . وقال الفراء : المعنى هم جند مغلوب ، أي ممنوع عن أن يصعد إلى السماء . وقال القتبي : يعني أنهم جند لهذه الآلهة مهزوم ، فهم لا يقدرون على أن يدعوا لشيء من آلهتهم ، ولا لأنفسهم شيئا من خزائن رحمة الله ، ولا من ملك السموات والأرض .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.