تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَهُمۡ فِي رَوۡضَةٖ يُحۡبَرُونَ} (15)

{ فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون } .

المفردات :

روضة : بستان أو أرض ذات أزهار وأنهار والمراد بها هنا الجنة .

يحبرون : يسرون سرورا تهللت له وجوههم يقال : حيره يحبره بضم الباء حبروا إذا سره سرورا بتهلل له وجهه .

التفسير :

أي إن المؤمنين الذين آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وعملوا الأعمال الصالحات فأحسنوا العبادات والمعاملات هؤلاء يدخلون الجنة ، حيث يعمهم الفرح والسرور والحبور الذي يملأ القلب ويظهر أثر البشاشة والحبور والسرور على وجوههم التي تهلل فرحا ، بما هم فيه من نعيم ورضوان ومسرة .

قال تعالى : { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون } . ( السجدة : 17 ) .

وروى أحمد والشيخان والترمذي وابن ماجة ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر " . v

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَهُمۡ فِي رَوۡضَةٖ يُحۡبَرُونَ} (15)

{ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } آمنوا بقلوبهم وصدقوا ذلك بالأعمال الصالحة { فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ } فيها سائر أنواع النبات وأصناف المشتهيات ، { يُحْبَرُونَ } أي : يسرون وينعمون بالمآكل اللذيذة والأشربة والحور الحسان والخدم والولدان والأصوات المطربات والسماع المشجي والمناظر العجيبة والروائح الطيبة والفرح والسرور واللذة والحبور مما لا يقدر أحد أن يصفه .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَهُمۡ فِي رَوۡضَةٖ يُحۡبَرُونَ} (15)

قوله تعالى : { فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة } وهي البستان الذي في غاية النضارة ، { يحبرون } قال ابن عباس : يكرمون . وقال مجاهد وقتادة : ينعمون . وقال أبو عبيدة : يسرون . والحبرة : السرور . وقيل : الحبرة في اللغة : كل نعمة حسنة ، والتحبير التحسين . وقال الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير : يحبرون هو السماع في الجنة . وقال الأوزاعي : إذا أخذ في السماع لم يبق في الجنة شجرة إلا وردت ، وقال : ليس أحد من خلق الله أحسن صوتاً من إسرافيل ، فإذا أخذ في السماع قطع على أهل سبع سموات صلاتهم وتسبيحهم .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَهُمۡ فِي رَوۡضَةٖ يُحۡبَرُونَ} (15)

{ فأما الذين آمنوا } أي أقروا بالإيمان بألسنتهم { وعملوا } تصديقاً لإقرارهم { الصالحات } أي كلها .

ولما تقدم هنا ذكر عمارة الأرض وإصلاحها للنبات ووعظ من جعلها أكبر همه بأنها لم تدم له{[52753]} ولا أغنت عنه شيئاً ، ذكر أنه جزى من أعرض عنها بقلبه لاتباع أمره سبحانه أعظم ما يرى من زهرتها ونضرتها وبهجتها على سبيل الدوام فقال : { فهم } أي خاصة { في روضة } أي لا أقل منها وهي{[52754]} أرض عظيمة جداً منبسطة واسعة ذات ماء غدق ونبات معجب بهج{[52755]} - هذا أصلها في اللغة و{[52756]} قال الطبري{[52757]} : ولا تجد أحسن منظراً ولا أطيب نشراً من الرياض . { يحبرون* } أي يسرون على سبيل التجدد كل وقت سروراً تشرق له الوجوه ، وتبسم الأفواه ، وتزهو العيون ، فيظهر حسنها وبهجتها{[52758]} ، فتظهر النعمة بظهور آثارها على أسهل الوجوه وأيسرها .

قال الرازي في اللوامع : وأصله - أي الحبرة - في اللغة أثر في حسن ، وقال غيره{[52759]} : حبره - إذا سره سروراً تهلل له وجهه ، وظهر فيه أثره .


[52753]:زيد من ظ ومد.
[52754]:زيد من ظ ومد.
[52755]:زيدت الواو في الأصل، ولم تكن في ظ ومد فحذفناها.
[52756]:زيد من ظ ومد.
[52757]:راجع تفسير هذه الآية في جامع البيان.
[52758]:من ظ ومد، وفي الأصل: يبهجها.
[52759]:زيدت الواو في ظ ومد.