البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ فَهُمۡ فِي رَوۡضَةٖ يُحۡبَرُونَ} (15)

{ في روضة } ، الروضة ، الأرض ذات النبات والماء ، وفي المثل : أحسن من بيضة ، يريدون : بيض النعامة ، والروضة مما تعجب العرب ، وقد أكثروا من مدحها في أشعارهم .

{ يحبرون } : يسرون .

حبره : سره سروراً ، وتهلل له وجهه وظهر له أثره .

يحبر بالضم ، حبراً وحبرة وحبوراً ، وفي المثل : امتلأت بيوتهم حبرة فهم ينتظرون العبرة .

وحكى الكسائي : حبرته : أكرمته ونعمته .

وقال علي بن سليمان : هو من قولهم : على أسنانه حبرة ، أي أثر ، أي يسير عليهم أثر النعمة .

وقيل : من التحبير ، وهو التحسين ، أي يحسنون .

ويقال : فلان حسن الحبر والسبر ، بالفتح ، إذا كان جميلاً حسن الهيئة .

وقال ابن عباس ، والضحاك ، ومجاهد : يكرمون .

وقال يحيى بن أبي كثير ، والأوزاعي ، ووكيع : يسمعون الأغاني .

وقال أبو بكر ، وابن عباس : يتوجون على رؤوسهم .

وقال ابن كيسان : يحلون .