ثم بيّن سبحانه كيفية تفرّقهم ، فقال : { فَأَمَّا الذين ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ } قال النحاس : سمعت الزجاج يقول : معنى " أما " دع ما كنا فيه ، وخذ في غيره ، وكذا قال سيبويه : إن معناها : مهما يكن من شيء فخذ في غير ما كنا فيه . والروضة كل أرض ذات نبات . قال المفسرون : والمراد بها هنا الجنة ، ومعنى { يحبرون } يسرون ، والحبور والحبرة : السرور ، أي فهم في رياض الجنة ينعمون . قال أبو عبيد : الروضة ما كان في سفل ، فإذا كان مرتفعاً فهو ترعة . وقال غيره : أحسن ما تكون الروضة إذا كانت في مكان مرتفع ، ومنه قول الأعشى :
ما روضة من رياض الحزن معشبة *** خضراء جاد عليها مسبل هطل
وقيل معنى { يحبرون } يكرمون . قال النحاس : حكى الكسائي حبرته ، أي أكرمته ونعمته ، والأولى تفسير يحبرون بالسرور كما هو المعنى العربيّ ، ونفس دخول الجنة يستلزم الإكرام والنعيم ، وفي السرور زيادة على ذلك .
وقيل : التحبير التحسين ، فمعنى { يحبرون } يحسن إليهم ، وقيل : هو السماع الذي يسمعونه في الجنة . وقيل : غير ذلك ، والوجه ما ذكرناه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.