{ * قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين10 قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم ولكن الله يمنّ على من يشاء من عباده وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون11 وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون12 } .
أفي الله شك : الاستفهام للإنكار بمعنى : النفي ، وفيه معنى التعجب .
فاطر السماوات والأرض : خالقهما على غير مثال سابق .
بسلطان مبين : ببرهان بيّن له سلطان واضح على النفوس .
10 { قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض . . . } .
أي : اتجهت الرسل إلى قومها ، في مناقشة هادئة ؛ لتقول لها : أفي وجود الله شك ؟ ! أو أفي وحدانيته وتفرده بالألوهية شك ؟ ! .
{ وهو فاطر السماوات والأرض } ، أي : خلقهما وأبدعهما على غير مثال سابق .
ونجد هذه الدعوة إلى التفكر والتدبر ، والتأمل في الخلق والكون والسماء والأرض ، والليل والنهار والبحار والأنهار والهواء والفضاء ، قد وردت على لسان الرسل جميعا .
وفي سورة نوح يقول نوح لقومه : { ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا* وجعل القمر فيهنّ نورا وجعل الشمس سراجا* والله أنبتكم من الأرض نباتا* ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا* والله جعل لكم الأرض بساطا* لتسلكوا منها سبلا فجاجا }( نوح : 15 20 ) .
{ يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى } .
أي : يدعوكم الله إلى الإيمان به ، وبوحدانيته وسائر صفاته وكمالاته ؛ ليخرجكم من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان ؛ ليغفر لكم بعض ذنوبكم ، وهي الذنوب التي بين العباد ورب العباد ، أو ليسامحكم عن كفركم فيما مضى ، ويغفر لكم في الدار الآخرة .
{ ويؤخركم إلى أجل مسمى } . أي : أن الإيمان بالله يجعلكم في أمن وأمان ؛ فلا يستأصلكم الله بالعذاب ، كما استأصل الكافرين قبلكم ، بل يمنعكم بالطيبات واللذات إلى الموت .
قال تعالى : { وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله }( هود : 3 ) .
{ قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدّونا عما كان يعبد آباؤنا } .
أي : قال الظالمون لرسلهم : { إن أنتم إلا بشر مثلنا } . في الهيئة والصورة ، والمأكل والمشرب ، تريدون أن تمنعونا عن عبادة الآلهة ، التي كان يعبدها آباؤنا .
{ فأتونا بسلطان مبين } . أي : قدموا لنا برهانا يشتمل على حجة واضحة ، ومعجزة خارقة تؤيدكم في دعوى الرسالة ، وكأن ما قدمه الرسل من المعجزات ليس كافيا في نظر المكذبين .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.