الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{۞قَالَتۡ رُسُلُهُمۡ أَفِي ٱللَّهِ شَكّٞ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يَدۡعُوكُمۡ لِيَغۡفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَيُؤَخِّرَكُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۚ قَالُوٓاْ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعۡبُدُ ءَابَآؤُنَا فَأۡتُونَا بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (10)

{ قَالَتْ رُسُلُهُمْ } إلى قوله تعالى { مِّن ذُنُوبِكُمْ } من تعجله { وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى } يعني الموت فلا يعاجلكم بالعذاب والعقاب { قَالُواْ } الرسل { إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا } في الصورة والهيئة ولستم بملائكة وإنما يريدون بقولكم { أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } أي بينة على صحة دعواكم ، والسلطان في القرآن على وجهين وجه ملائكة ووجه بينة كقوله

{ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ } [ إبراهيم : 22 ]

{ وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِّن سُلْطَانٍ } [ سبأ : 21 ] فصحة قوله

{ إِنْ عِندَكُمْ مِّن سُلْطَانٍ } [ يونس : 68 ] بهذا وقوله : { فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } [ إبراهيم : 10 ] .