قوله ( تعالى ){[36888]} : { قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السموات } إلى قوله { وخاف وعيدي }[ 10-14 ] : والمعنى : أن الله ( عز وجل ){[36889]} أعلمنا بجواب الرسل للأمم ، إذ{[36890]} شكت في توحيد الله سبحانه{[36891]} ، وأنها قالت للأمم : { أفي الله شك } : أي{[36892]} ( أ ){[36893]}في توحيد الله شك . وهو خالق السماوات والأرض ، يدعوكم إلى توحيده ، وطاعته ، ليغفر لكم من ذنوبكم ، إن{[36894]} أنتم آمنتم به ، واتبعتم أمره ، وقبلتم نهيه ، فلا يعذبكم على ما ستر عليكم من ذنوبكم ، ويؤخر آجالكم ، فلا يعاقبكم في العاجل فيهلككم ، ولكن يؤخركم إلى الوقت الذي كتب ( عليكم ){[36895]} في أم الكتاب{[36896]} .
و( من ) في قوله : { من ذنوبكم }[ 10 ] ، قال أبو عبيدة : هي زائدة{[36897]} ، والمعنى : يغفر لكم ذنوبكم . وقيل : ليست بزائدة{[36898]} .
والمعنى : يغفر لكم / بعضها ، إذ لا يأتي{[36899]} أحد يوم القيامة إلا بذنب ، إلا النبي محمدا{[36900]} صلى الله عليه وسلم ، لأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه ، وما تأخر في الدنيا .
ولمغفرة لغيره إنما تكون في الآخرة . فأما قوله في الصف : { يغفر لكم ذنوبكم }{[36901]} ، فإنما ذلك على الشرط الذي تقدم من الله لهم . فقالت الأمم لهم : { إن أنتم إلا بشر مثلنا }[ 10 ] : أي : ما أنتم أيها الرسل إلا بشر مثلنا في الصورة ، ولستم ملائكة تريدون{[36902]} بقولكم هذا أن تصرفونا : { عما كان يعبد [ آباؤنا ]{[36903]} }[ 10 ] : من الأوثان ، { فاتونا } على قولكم : { بسلطان مبين }[ 10 ] : أي : بحجة ظاهرة{[36904]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.