الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{۞قَالَتۡ رُسُلُهُمۡ أَفِي ٱللَّهِ شَكّٞ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يَدۡعُوكُمۡ لِيَغۡفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَيُؤَخِّرَكُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۚ قَالُوٓاْ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعۡبُدُ ءَابَآؤُنَا فَأۡتُونَا بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ} (10)

قوله ( تعالى ){[36888]} : { قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السموات } إلى قوله { وخاف وعيدي }[ 10-14 ] : والمعنى : أن الله ( عز وجل ){[36889]} أعلمنا بجواب الرسل للأمم ، إذ{[36890]} شكت في توحيد الله سبحانه{[36891]} ، وأنها قالت للأمم : { أفي الله شك } : أي{[36892]} ( أ ){[36893]}في توحيد الله شك . وهو خالق السماوات والأرض ، يدعوكم إلى توحيده ، وطاعته ، ليغفر لكم من ذنوبكم ، إن{[36894]} أنتم آمنتم به ، واتبعتم أمره ، وقبلتم نهيه ، فلا يعذبكم على ما ستر عليكم من ذنوبكم ، ويؤخر آجالكم ، فلا يعاقبكم في العاجل فيهلككم ، ولكن يؤخركم إلى الوقت الذي كتب ( عليكم ){[36895]} في أم الكتاب{[36896]} .

و( من ) في قوله : { من ذنوبكم }[ 10 ] ، قال أبو عبيدة : هي زائدة{[36897]} ، والمعنى : يغفر لكم ذنوبكم . وقيل : ليست بزائدة{[36898]} .

والمعنى : يغفر لكم / بعضها ، إذ لا يأتي{[36899]} أحد يوم القيامة إلا بذنب ، إلا النبي محمدا{[36900]} صلى الله عليه وسلم ، لأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه ، وما تأخر في الدنيا .

ولمغفرة لغيره إنما تكون في الآخرة . فأما قوله في الصف : { يغفر لكم ذنوبكم }{[36901]} ، فإنما ذلك على الشرط الذي تقدم من الله لهم . فقالت الأمم لهم : { إن أنتم إلا بشر مثلنا }[ 10 ] : أي : ما أنتم أيها الرسل إلا بشر مثلنا في الصورة ، ولستم ملائكة تريدون{[36902]} بقولكم هذا أن تصرفونا : { عما كان يعبد [ آباؤنا ]{[36903]} }[ 10 ] : من الأوثان ، { فاتونا } على قولكم : { بسلطان مبين }[ 10 ] : أي : بحجة ظاهرة{[36904]} .


[36888]:ساقطة من ق.
[36889]:ساقط من ق.
[36890]:ق: إذا.
[36891]:ساقطة من ق.
[36892]:ساقطة من ط.
[36893]:ساقطة من ق.
[36894]:ط: أي إن.
[36895]:ساقط من ط.
[36896]:انظر هذا التوجيه بتمامه في: جامع البيان 16/537.
[36897]:انظر: مجاز القرآن 1/336.
[36898]:انظر: المحرر 10/68، والجامع 9/227، وفيهما أنه قول سيبويه.
[36899]:ق: يات.
[36900]:ط: محمد.
[36901]:الصف: 12.
[36902]:ق: ترتدون.
[36903]:انظر المصدر السابق.
[36904]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 16/537، والجامع 9/228.