تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ} (99)

المفردات :

اليقين : الموت ، وسمي به ؛ لأنه أمر متيقن لاشك فيه .

التفسير :

{ واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } . أي : أخلص في العبادة والتبتل والطاعة طول عمرك ، حتى يأتيك الموت ، وتلقى الله مؤمنا به متيقنا بوجوده .

وأكثر المفسرين : على أن المراد باليقين هنا : الموت ، أي : أعبد ربك طوال حياتك إلى نهاية عمرك ، وفي هذا دليل على أن العبادة كالصلاة ونحوها ، واجبة على المرء مادام ثابت العقل .

روى البخاري : عن عمران بن حصين : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( صل قائما ، فإن لم تستطع ؛ فقاعدا ، فإن لم تستطع ؛ فعلى جنب )liv .

وجاء في تفسير ابن عطية ما يأتي :

واليقين : الموت ، بذلك فسّره هنا ابن عمر ومجاهد وقتادة والحسن وابن زيد ، وليس اليقين من أسماء الموت ، وإنما العلم به يقين لا يمتري فيه عاقل فسماه هنا يقينا تجوّزا ، أي : يأتيك الأمر اليقين علمه ووقوعه ، وهذه الغاية معناها : مدة حياتك ، ويحتمل أن يكون المعنى : حتى يأتيك اليقين في النصر الذي وعدتهlv .

ختام السورة:

خلاصة ما اشتملت عليه سورة الحجر

1 وصف القرآن الكريم .

2 إبراز المصير المخيف الذي ينتظر المكذبين .

3 إقامة الأدلة على وجود الله ، بما نراه من مشاهد الكون في السماء والأرض ، والجبال ، والنبات ، والرياح ، والماء ، والحياة والموت .

4 قصة آدم وإبليس ، ولمحات من قصص الأنبياء ، وإظهار مصير الغاوين في النهاية والمهتدين .

5 بيان : حال أهل الجنة ، وأهل النار يوم القيامة .

6 الحق الكامن في خلق السماوات والأرض ، الملتبس بالساعة ، وما بعدها من ثواب وعقاب .

7 ذكر ما أنعم الله به على نبيه من السبع المثاني والقرآن العظيم .

8 نهي النبي والمؤمنين عن تمني زخرف الدنيا وزينتها .

9 الدعوة للدين ، والجهر بالدعوة ، وعدم مبالاة المشركين .

10 التسبيح والعبادة والالتجاء إلى الله في الشدائد .

*** * * *

i الوجوه و النظائر في القرآن الكريم ، لمقاتل بن سليمان ص58 .

ii أهداف كل سورة ومقاصدها في القرآن الكريم ، الجزء الأول ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، ص169 177 .

iii إذا اجتمع أهل النار في النار :

قال السيوطي في الدر المنثور : وأخرج ابن أبي عاصم في السنة ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم والطبراني ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه والبيهقي في البعث والنشور ، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا اجتمع أهل النار في النار ومعهم من شاء الله من أهل القبلة ، قال الكفار للمسلمين : ألم تكونوا مسلمين ؟ ! قالوا : بلى . قالوا : فما أغنى عنكم الإسلام وقد صرتم معنا في النار ؟ ! قالوا : كانت لنا ذنوب فأخذنا بها ؛ فسمع الله ما قالوا ، فأمر بكل من كان في النار من أهل القبلة فأخرجوا ، فلما رأى ذلك من بقي من الكفار قالوا : يا ليتنا كنا مسلمين فنخرج كما خرجوا ، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم . بسم الله الرحمن الرحيم : { الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين*ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين } ، وذكره الترمذي تعليقا في الإيمان تحت حديث رقم( 2638 ) ، بقوله : وقد روى عن عبد الله بن مسعود ، وأبي ذر ، وعمران بن حصين ، وجابر بن عبد الله ، وابن عباس ، وأبي سعيد الخدري ، وأنس بن مالك : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( سيخرج قوم من النار من أهل التوحيد ويدخلون الجنة ) ، هكذا روي عن سعيد بن جبير ، وإبراهيم النخعي ، وغير واحد من التابعين في تفسير هذه الآية : { ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين }قالوا : إذا أخرج أهل التوحيد من النار وأدخلوا الجنة ؛ ود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ، قلت : والحديث أصله في الصحيح .

iv يهرم ابن آدم وتشب منه اثنتان : الحرص :

أخرجه مسلم في الزكاة( 1047 ) ، والترمذي في الزهد( 2339 ) ، وفي صفة القيامة( 2455 ) ، وابن ماجة في الزهد( 4234 ) ، وأحمد في مسنده( 11732 ) ، من حديث أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يهرم ابن آدم وتشب منه اثنتان : الحرص على المال ، و الحرص على العمر ) .

v مثل ابن آدم وإلى جنبه تسع وتسعون منية :

رواه الترمذي في القدر( 2150 ) ، وفي صفة القيامة( 2465 ) ، من حديث مطرف بن عبد الله بن الشخير ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال( مثل ابن آدم وإلى جنبه تسع وتسعون منية ، إن أخطأته المنايا ؛ وقع في الهرم حتى يموت ) . قال أبو عيسى : وهذا حديث حسن غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وأبو العوام هو : عمران ، وهو ابن داور القطان . وقال في الموضع الأخير : هذا حديث حسن صحيح غريب . ورواه الترمذي في الزهد( 2334 ) ، وابن ماجة في الزهد( 4232 ) ، وأحمد في مسنده( 11829 ) ، من حديث أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( هذا ابن آدم وهذا أجله ) ووضع يده عند قفاه ، ثم بسطها فقال : ( وثم أمله ، وثم أمله ، وثم أمله ) . وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . ورواه الترمذي في صفة القيامة( 2454 ) ، من حديث عبد الله بن مسعود قال : خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا مربعا ، وخط في وسط الخط خطا ، وخط خارجا من الخط خطا ، وحول الذي في الوسط خطوطا ، فقال : ( هذا ابن آدم ، وهذا أجله محيط به ، وهذا الذي في الوسط الإنسان ، وهذه الخطوط عروضه ، إن نجا من هذا ؛ ينهشه هذا ، والخط الخارج : الأمل ) ، وقال : هذا حديث صحيح .

vi تفسير الفخر الرازي المشتهر بالتفسير الكبير ومفاتيح الغيب ، للإمام محمد الرازي فخر الدين ، 544 604 ه ، 10/159 ، دار الفكر ، بيروت .

vii تفسير الكشاف للزمخشري 3/128 ، دار المصحف : شركة : مكتبة ومطبعة عبد الرحمن محمد ، 13 شارع الصنادقية بالأزهر القاهرة .

viii فتح القدير3/122 ، دار المعرفة بيروت لبنان .

ix تفسير الفخر الرازي ، المجلد العاشر ، الجزء الأول 19 ص 171 ، وفي( صفوة التفاسير ) ، تأليفحمد على الصابوني ، أن هذا الكلام من قول الفخر الرازي ، والصواب : أن الفخر الرازي نقله عن ابن عباس .

x تفسير الفخر الرازي 19/170 .

xi تفسير ابن عطية المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز ، لأبي محمد عبد الحق بن عطية الأندلسي 8/290 .

xii تفسير القرطبي ، المجلد العاشر ، ص9 .

xiii حيل بين الشياطين وبين خبر السماء ، وأرسلت عليهم الشهب :

أخرجه البخاري في الأذان( 773 ) من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : انطلق النبي صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا : ما لكم ؛ فقالوا : حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب ، قالوا : ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا شيء حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها ، فانظروا ما هذا الذي حال بينكم وبين خبر السماء فانصرف أولئك الذين توجهوا نحو تهامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بنخلة عامدين إلى سوق عكاظ ، وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر ، فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا : هذا والله الذي حال بينكم وبين خبر السماء ، فهنالك حين رجعوا إلى قومهم قالوا : يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا فأنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم{ قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجن }وإنما أوحى إليه قول الجن .

xiv انظر : آمال المرتضى( ح1 ص14 طبعة الحلبي ) .

xv تفسير القاسمي 10 3752 .

xvi تفسير المراغي 15 ، 14 بتصرف .

xvii انظر : تفسير القاسمي 10 3753 ، وتفسير النسفي 2271 .

xviii في ظلال القرآن بقلم سيد قطب الجزء14 صفحة2134 .

xix تفسير القاسمي 10 3753 .

xx تفسير ابن عطية ، المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية الأندلسي 8/302 ، مطبعة الدوحة 1985م .

xxi ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا :

رواه الترمذي في الدعوات( 3502 )من حديث ابن عمر قال : قلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم من مجلس حتى يدعو بهؤلاء الدعوات لأصحابه : ( اللهم ، اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصيبات الدنيا ، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا ، واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا ، وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ؟ ، ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا )قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب .

xxii تيسير التفسير للقرآن الكريم ، للعلامة الفقيهحمد بن يوسف أطفيش ، سلطنة عمان ، وزارة التراث القومي والثقافة 6/404 .

xxiii تفسير أبي السعود ، وتفسير القاسمي 10/55 ، وانظر : التفسير الوسيط ، تفسير سورة الحجر ، د . محمد سيد طنطاوي 8/44 .

xxiv ناركم جزء من سبعين جزءا :

رواه البخاري في بدء الخلق( 3256 )ومسلم في الجنة( 2843 )من حديث أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ناركم جزء من سبعين جزء من نار جهنم ) ، قيل : يا ر سول الله ، إن كانت لكافية ، قال : ( فضلت عليهن بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها ) .

xxv خلقت الملائكة من نور وخلق الجان :

رواه مسلم في الزهد( 2996 ) ، من حديث عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم ) .

xxvi خلقت الملائكة من نور وخلق الجان :

رواه مسلم في الزهد( 2996 ) ، من حديث عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم ) .

xxvii تفسير ابن عطية8/316 ، بتصرف .

xxviii زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي 4/403 .

xxix يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة :

رواه البخاري في الرقاق( 6535 ) ، وأحمد( 10711 ) ، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى إذا هذبوا ونقوا ؛ أذن لهم في دخول الجنة ، فوالذي نفس محمد بيده ، لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا ) .

xxx اتقوا فراسة المؤمن :

رواه الترمذي في التفسير( 3127 )من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا فراسة المؤمن ؛ فإنه ينظر بنور الله ، ثم قرأ : { إن في ذلك لآيات للمتوسمين } ) . قال أبو عيسى : هذا حديث غريب .

xxxi انظر : تفسير ابن كثير ، وقد ورد الحديث في رواية البخاري وغيره .

xxxii قسمت الصلاة بيني وبين عبدي :

رواه مالك في الموطأ كتاب النداء للصلاة( 189 ) ، ومسلم في الصلاة( 395 ) ، وأبو داود في الصلاة( 9999 ) ، والترمذي في التفسير ( 2953 ) ، وابن ماجة في الأدب( 3784 ) ، وأحمد في مسنده( 7249 ) ، من حديث أبي هريرة .

xxxiii مثلي ومثل ما بعثني الله كمثل رجل أتى قوما :

أخرجه البخاري في الرقاق( 6482 ) ، وفي الاعتصام( 8283 ) ، ومسلم في الفضائل( 2283 ) ، من حديث أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مثلي ومثل ما بعثني الله كمثل رجل أتى قوما ، فقال : رأيت الجيش بعيني ، وإني أنا النذير العريان فالنجاء النجاء ، فأطاعته طائفة فأدلجوا على مهلهم فنجوا وكذبته طائفة فصبحهم الجيش فاجتاحهم ) .

xxxiv انظر تفسير الكشاف للزمخشري ، والتفسير المنير لوهبة الزحيلي .

xxxvتفسير القاسمي10/70 .

xxxvi تفسير الكشاف للزمخشري2/398 ، مطبعة مصطفى البابي الحلبي .

xxxvii تفسير الكشاف ، وتفسير الطبري .

xxxviii تفسير ابن كثير .

xxxix تفسير ابن عطية8/357 طبع على نفقة الشيخ/خليفة بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر .

xl تفسير الكشاف ، وتفسير الطبري .

xli تفسير ابن كثير .

xlii تفسير ابن عطية8/357 طبع على نفقة الشيخ/خليفة بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر .

xliii تفسير ابن عطية باختصار .

xliv تفسير الفخر الرازي 10/220 بتصرف .

xlv تفسير ابن عطية باختصار .

xlvi تفسير الفخر الرازي 10/220 بتصرف .

xlvii انظر : تفسير الفخر الرازي 10/220 221 .

xlviii صل قائما ، فإن لم تستطع فقاعدا :

رواه البخاري في الجمعة ح( 1117 ) ، والترمذي في الصلاة ح( 371 ) ، وأبو داود في الصلاة ح( 952 ) ، وابن ماجة في إقامة الصلاة ح ( 1223 ) ، والنسائي في قيام الليل ح( 1660 ) ، وأحمد ح( 19318 ) ، من حديث عمران بن حصين .

xlix تفسير ابن عطية8/362 ، طبع على نفقة أمير دولة قطر .

l انظر : تفسير الفخر الرازي 10/220 221 .

li صل قائما ، فإن لم تستطع فقاعدا :

رواه البخاري في الجمعة ح( 1117 ) ، والترمذي في الصلاة ح( 371 ) ، وأبو داود في الصلاة ح( 952 ) ، وابن ماجة في إقامة الصلاة ح ( 1223 ) ، والنسائي في قيام الليل ح( 1660 ) ، وأحمد ح( 19318 ) ، من حديث عمران بن حصين .

lii تفسير ابن عطية8/362 ، طبع على نفقة أمير دولة قطر .

liii انظر : تفسير الفخر الرازي 10/220 221 .

liv صل قائما ، فإن لم تستطع فقاعدا :

رواه البخاري في الجمعة ح( 1117 ) ، والترمذي في الصلاة ح( 371 ) ، وأبو داود في الصلاة ح( 952 ) ، وابن ماجة في إقامة الصلاة ح ( 1223 ) ، والنسائي في قيام الليل ح( 1660 ) ، وأحمد ح( 19318 ) ، من حديث عمران بن حصين .

lv تفسير ابن عطية8/362 ، طبع على نفقة أمير دولة قطر .