الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ} (99)

وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم ، عن مجاهد رضي الله عنه في قوله { حتى يأتيك اليقين } قال : الموت .

وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير ، عن سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنه { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } قال : الموت .

وأخرج ابن المبارك في الزهد ، عن الحسن رضي الله عنه في قوله { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } قال : الموت .

وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله { واعبد ربك حتى يأتيك اليقين } قال : الموت إذا جاءه الموت جاءه تصديق ما قال الله له ، وحدثه من أمر الآخرة .

وأخرج البخاري وابن جرير عن أم العلاء : «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعون وقد مات ، فقلت : رحمة الله عليك أبا السائب ، فشهادتي عليك لقد أكرمك الله . فقال : وما يدريك أن الله أكرمه . . ؟ أمّا هو ، فقد جاءه اليقين إني لأرجو له الخير » .

وأخرج النسائي وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «خير ما عاين الناس له ، رجل يمسك بعنان فرسه فالتمس القتل في مظانه : ورجل في شعب من هذه الشعاب ، أو في بطن وادٍ من هذه الأودية في غنيمة أن يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويعبد الله حتى يأتيه اليقين ، ليس من الناس إلا في خير » .

وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من طلب ما عند الله ، كانت السماء ظلاله والأرض فراشه ، لم يهتم بشيء من أمر الدنيا . فهو لا يزرع الزرع وهو يأكل الخبز ، وهو لا يغرس الشجر ويأكل الثمار ؛ توكّلاً على الله وطلب مرضاته فضمن الله السماوات السبع والأرضين السبع رزقه ، فهم يتعبأون به ويأتون به حلالاً ، واستوفى هو رزقه بغير حساب عبد الله حتى أتاه اليقين » .

وأخرج ابن المبارك في الزهد ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : ليس للمؤمن راحة دون لقاء الله ، ومن كانت راحته في لقاء الله فكان قد كفي . والله أعلم بالصواب .