الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{وَٱعۡبُدۡ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ} (99)

{ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } يعني الموت ، ومجازه : الموفق به .

روى يونس بن زيد عن ابن شهاب : أن خارجة بن زيد بن ثابت أخبره " " عن أم العلاء امرأة من الأنصار قد بايعت النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنهم اقتسموا المهاجرين قرعة قالت : فصار لنا عثمان ابن مظعون فأنزلناه في أبياتنا فوجع وجعه الذي مات فيه ، فلما توفي وغسّل وكفّن في ثوبه دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت : ياعثمان بن مظعون رحمة الله عليك أبا السائب فشهادتي عليك لقد أكرمك الله .

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما يدريك أن الله أكرمه " قالت : فقلت : بأبي أنت يارسول الله فمه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أمّا هو فقد جاءه اليقين ووالله إني لأرجو له الخير " " .

قالوا : فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أوحي إليَّ أن أجمع المال وأكون من التاجرين ، ولكن أوحي إليَّ أن سبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتّى يأتيك اليقين " .